هذا، وقد أثبت التاريخ أن للأرض غضبة لا يستفزها إلا أصحابها، وأن السماء لا يُقلع ماؤها إلا عندما يفور الثأر، وأن الأرض لاتبلع دماءها قبل أن يتوضأ أهلوها بالفرار إلى الله..
كما أثبتت أخبار الحوادث والحادثات أنها لم ترصد غير اجتياح تلو اجتياح وانتهاك تلو الآخر يمارسه المرتزقة ممن استوطنوا الأرض المقدسة بفعل فاعل.
وفي خضم الانتهاكات، انشق الصف الداخلي، وشكل، كالعادة، خونة الداخل العدو الأكبر، كما شكلت العقوبات أسلاكًا شائكة حول جسد القضية المنهك، ولم تأت الأخبار إلا ب:” نشجب ونعترض”، هب القوم من رقدتهم مدركين، أخيرًا،أن للمقابر غضبتها، وللزيتون والنخل، والتين وكرمات العنب رأي آخر، حين يمشي الرجال الرجال كتفًا بكتف، ويتخذ الثأر سبيله لكي يحمي الدور و النساء، ويقرأ الأطفال فاتحة الوطن:” فلسطين لشعبها، والأقصى للجميع”، ولا يفلُّ الدماء إلا الدماء”، فاستقيموا وسُدُّوا الفُرَج.