اخْبِريني أيّتها الأرضُ
كيف صار الشّوقُ مصابيحَ
تُنيرُ صَمْتَ البُيوتِ
وتحمِلُنا كسماءٍ شامخةً بالحقيقةِ
كعاشِقَةٍ معلّقةٍ بأهدابِ التَّمَنِي
كأمٍ ّ مازالت تُهَيءُ خُبْزًا لأحفادِها اليتامىَ
وترسُم على شِفاهِ الوقتِ مفاتيحَ الحريّةِ.
أيّتُها الأرضُ الّتي تحتضِنُ أطرافَها
كأقْوَاسِ الفراغِ
ككواكِبَ تتأرجحُ من أحلامِ الصِّبايَا
أخبِريني عن القدسِ،
ياقُوتيِّةِ اللَّوْنِ
حريريِّةِ الاسمِ
ذهبيًّةٍ، تسطعُ في سماءِ فلِسطينَ
عن تُرابِ الحقيقةِ المِوشّاةِ بزغاريدِ الثَكَالَى
يا أرضَنا الطِّيًبةَ
أتِيهُ انا في أروقتِك المعبّئةِ بالهُتافِ
وبالجراحِ
وأُدْرِكُ ما خلّفته الحرائقُ
على أصابِعِ العجائز
حين يضرِبُها الصَّقيعُ في بيتٍ مهدَّمٍ
يسأل ُ الطّفلُ عن دمِ أبيهِ
عن دمِ أمَّه وإِخوتِه
وعن ساحةِ المدرسةِ الّتي تهشّمت
فصُولُها
وعن الدُّمَى الممزّقةِ بالشظايا
يسألُ الطفل عن الأجنّة الذين بكوا في الأرحامِ
كيف وزّعُوا الوردَ قبل الولادة…
يسألُ الطّفلُ
ويكبُر السؤالُ
ويرقُصُ السؤالُ فوق مآذِنِ المدينةِ
يعودُ الصّدى بالجوابِ:
دمُهُم تمزّقَ في الثَّنايا
وسطَعَ في المرايا
دمُهُم يصْهَلُ الآن على ضِفَافِ غزّةَ
وعلى قوافِلِ جِنِينَ
يُرفرِفُ عاليا في يافا
كالفراشِ
كالحمامِ
ويرقص فوق الأسلاك المكهربة.
وعلى أفواهِ الشّهداءِ
يُكتبُ القصيدْ