كل الذين يعرفونها/ بقلم:- صقر الهُديَّاني.

كل الذين يعرفونها،
أحبوها كثيرًا منذ أول غارة في سمائها،
حتّى آخر مغارة في خدها،
كثيرًا – كما يزعمون –
أنهم عشّاقها!

أولئك القادمون من السراب،
قالوا اسمها كي يُقال عنهم عظماء،
كتبوا اسمها على جدران منازلهم،
هتفوا بٱسمها من مراقدهم،
ارتجلوا الغزل فيها كي ينالوا محبة الجميع،
لوّحوا لها من بعيد،
تسابقوا إلى صدرها المقصوف،
طمعًا بما تبقّى من النعيم المُفهرس!

هناك حيث تتدلى سنواتها العِجاف،
ويسيل منها حليبٌ من نار!
حيث ندوب الفوضى المُفتعلة،
وبقايا حرائق شاماتها المُقدّسة،
والكثير من خصلاتِ شَعرها المُتقصِّف،
تغنّوا حتّى بجراحها،
وحين مرضتْ
وأصبحتْ بحاجة إليهم،
حين حين رهّلها الزمان القاسي؛
دلّكوا ساقيها بأكُفٍّ من دخان الفرائض!

لا بأس، أجمل مافي الوجود
“غزالٌ جريح”.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!