لايتذكّرون الأيدي الطويلة
التي إلى صدورهم تمتدّ
مفخّخةً بالطعنات!
إن الله يمنحهم ذاكرة الماء
أينما جرت فيهم
حل في طينهم الاخضرار
وتبارك النّبات!
الطيّبون..
لا يجيدون حمل الأسلحة
في الحروب..
ولا يقتنونها مهما تهاطل
على رؤوسهم سُخام معارك
لم يدخلوها..
هم يرفعون أكفّ ظهورهم
إلى السماء..
سوف تشرق بصائرهم
في ليل النوايا
نورانية تضيء دروبا حالكات
وملامحهم كالبلسم
تكتنز الحب بعيون نبيّة
كلما ذرفت دمعة تحولت إلى شفاء!
للطيبين..
قلوب عظيمة مع ثقوب
تفضي إلى اللّه..
تقترف النسيان دونما مقابل
تنزف الوجع وتطرد الأذى
هم في بياضهم السّاذج
كالأطفال بأصواتهم الصغيرة
بأحجامهم العاجزة..
يصرخون من سماء نقيّة
في وجه عالم سفليّ
غائب عن التّمييز..!
هم يجهلون فظاعة تتكاثر
على أرض آدم!
منذ سُفكت الأخوّة..
بين قابيل وهابيل
لايدركون..
لم ترك يوسف إلى غيهب الجبّ؟!
ولماذا ألبسوا الذّئب تهمة..
لم تكن على مقاسه؟!
الطيّبون..
يتألمون ولكن بمرهم ملائكيّ
سرعان ما يشفون ويعودون
إلى سابق إنسانيّتهم
إلى قِبلة طُهرهم يحجّون..!