معطفٌ رماديٌّ ، ربطةُ عنقٍ ورديّةٌ
و عطرٌ فرنسي
أنيقٌ ذاكَ الحنينُ عندما زارني في المساء
موعدنا
موعدنا في الأمسِ الماضي إلا ذاكرتي
بتوقيتِ الرُّبع الخالي من زمنِ الأحياء
موعدنا في الحانة القديمةِ
كرسيٌّ له ،كرسيٌّ لي
مصنوعٌ من خشبٍ بالٍ ضاعت منه بعض الأجزاء
لاخمرٌ فيها ، لا نادل
لا في الأرجاءِ نساء
حَدَّثني عن أرضٍ كانت
عن وطنٍ ، عن شمسٍ ، عن قمرٍ
عن بيتِ رثاء
لرجلٍ يحمل معول
يصنعُ خبزاً
عن فتاةٍ تمشي باستحياء
لا طاولةٌ نشربُ عليها القهوة
حتى أغفو لحظة
لا دخانُ سجائر
لاشيءٌ كَلّفني أيّ عناء
سوى أني أسمع
و الذاكرةُ عطشى لأيامٍ عاشت فيها الفرحة
لطائرٍ ضمّد جُرحَه
لبؤسٍ يسهل ردعه
حتى لو بعضُ الأنباء
و أنا أسمع
و الليلُ يفتقدُ الفجرَ الأقرع
لا شفقٌ ، لا حمرةٌ ، لا نجمٌ يلمع
ساعاتٌ ساعات
تجهلها الطرقات
تُخبرُ ضيفي أن الوقتَ تأخّر
بابُ الحانةِ مثلي تسمّر
و الضيفُ تأخّر
تناديه القُبلُ الناريّةُ
في وهمٍ من جمر ، نحو الماضي
نحو العودة
يتركني وحدي وسطَ العتمة
بذاكرةٍ عطشى
فالوقتُ تغيّر