رواق الشعر

أنـتَ .. مَـنْ أنتَ؟ ومِنْ أينَ؟ إلى أينَ تَمضِي في مَتَاهَاتِ الدُّرُوبْ؟ مـا الـذي تَـرجُوهُ؟ هَـلْ مِنْ وجهَةٍ تَـبـلُغُ الـغَـايَاتِ مَـنـهَا .. وتَـؤُوبْ؟ أيُّـهَـا الـحَـادِي وقــدْ هَـدَّ الـخُطَى سَـفَـرٌ، والـعُـمرُ يَـطـويهِ الـغُـرُوبْ أنــتَ عــن حـلـو الأمـانـي راحـلٌ وادِّعَـاءُ الـخلدِ فـي الـدنيا كَذُوبْ أَتـــرى جِــئـتَ إلـــى الـدُّنـيَـا بِــلا هَــدَفٍ سَــامٍ؛ لِـتَـحيَا بـالحُرُوبْ؟ حَــــدِّدِ الـغَـايَـةَ، واخــتَـرْ وجــهَـةَ وتَـــزَوَّدْ بــالـذي يُـحـيِي الـقُـلُوبْ وأَنِـــرْ …

كأنَّها لحظاتٌ منذُ أنْ أقبلْ ضيفاً علينا عزيزاً شهرُنا الأجملْ سعادةً بيننا وابتهاجاَ لاحدودَ له أمْنًا وخيرًا سلامًا رحمةً قد حلْ لكنّه مسرعًا يمضي ليتركَنا فهل له أن يكونَ بقاءَه أطولْ ؟ كأنها لحظةٌ منذُ الوصولِ وإذْ بنا الأمسَ نطوِي ثلثَه الأوَّلْ ياليتَ أيامَه في السَّير مبطئةً تريَّثَتْ ليتَها يااارب لم تعجلْ فلم نزلْ في أشدِّ الإحتياجِ لما فيها من …

أحدَّق في السماء ولي ذنوبُ وكلي رغم مسغبتي عيوبُ أنا العبد الفقير وأنت ربي وقد فتكت بأيامي الخطوبُ أتيتك والمعاصي في يميني وقلبي الصب تملأه الثقوبُ أتيتك عاجزا مالي دليلٌ وبي من وحشة الدنيا ندوبُ أتيتك حاملا بيديَّ روحي وأحلامي فقد طال الهروبُ وقد أغرقت نفسي في الخطايا وكدت من الهوى فيها أذوبُ وما لي غير بابك أي بابٍ إذا …

يَـــا مَـــنْ ظَـنَـنْـتُمْ أَنَّ شَـعْـبِـي غَــافِـلٌ عَـمَّـا يُـخَطِّطُ فِـي الْـخَفَاءِ لَـهُ الْـمَجُوسْ خِـبْـتُمْ وَخَـابَـتْ فِــي الْـمَـدَى أَحْـلَامُكُمْ فَـالْـثـائـرُ الْـجَـبَّـارُ بَـــاتَ هُـــوَ الـرَّئِـيـسْ تِــلْـكَ الْـحَـقِـيقَةُ لَـــنْ يُـفِـيـدَ عِـنَـادُكُـمْ لَــنْ يَـحْـجُبَ الْـغِـرْبَالُ أَنْــوَارَ الـشُّـمُوسْ لَـــــمْ تَـسْـلُـكُـوا دَرْبَ الــنَّـجَـاةِ تَــكَـبُّـرًا وَلَــحِـقْـتُـمُ نَــاســاً مُــرَبَّـعَـةَ الــــرُّؤُوسْ قَـــدْ أَيْـقَـظَتْ غَـضْـبى الْأَسُــودِ بِـغَـفْلَةٍ لِـتَـثُـورَ كَـالْـنِّـيرَانِ يَـسْـبِقُهَا الْـحَـسِيسْ مَـــا أَنْ تَـعَـالَـى فِـــي الْـفَـضَاءِ زَئِـيـرُهَا أَضْحَى الْخَمِيسُ يَسِيرُ فِي …

اشتهيت الطفولة التي يمارسها تهوره مع قلبي الأم،، انكساره على مسمع من حنان أصابعي و فرحه بدم دمعي المقتول بيد ضحكته المستفزة اشتهيت لينه الشرس،، سطو حزنه على قصور سعادتي،، أغانيه المراهقة و مزاجه النذل اشتهيت قلبه الخائن و حديثه النبي اشتهيته جداً ثم كما علمتني -يا أمي نمت جائعة.

تحمّمي بقبلي وإنْ عليكِ اشتعلتْ تيمّمي برمادها القبل طهارة ناراً كانتْ أو رمادا بلّورٌ على وجهكِ فتَكَ بنظري ليتهُ لمْ يجرحْ خاطري كلّما أراركِ تصمتُ وتضطرِبُ روحي في جسدي وصورتي في نظري خيالي في واقعي وغدي في يومي أملي في ألمي وحياتي في قدري كيفَ أكونُ تماماً إنْ رحلتِ عنّي أنتِ ماضيكِ على آتيكِ حدثٌ أنتِ فيهِ سببُ للمرّة الأخيرة …

سَئِمْنَا الـحروبَ سَئِمْنَا الْـخِصَامْ نُــريـدُ الـحَـيـاةَ نُــريـدُ الـسَّـلامْ – سَـئِمْنَا الـشِّقَاقَ سَـئِمْنَا النِّزَاعَ فَـقَـدْ غـلّفَ الـحِقْدُ قَـلْبَ الأَنـامْ – بِــكُـلِّ الــبِـلادِ يَـسُـودُ الـخَـرابُ رُكـــامٌ تَــكَـدَّسَ فَـــوْقَ الـرُّكـامْ – فَـفي كُـلِّ شِـبْرٍ دَمٌ فـي الثَّرى وَفــي كُــلِّ حَــيٍّ حِــدادٌ يُـقـامْ – إِلَامَ نَــعِــيـشُ لِــحَــفْـرِ قُـــبُــورٍ فَـهَلْ مِـنْ عِـلاجٍ لِذاكَ السَّقامْ؟ – وَإِبْـلِـيـسُ فَـــرَّخَ فِـيـنَا جُـيُـوشًا لِـتَـزْرَعَ حِـقْـدًا فَـنَجْنِي انْـقِسَامْ – أَزَحْــنَـا …

من قــال لكِ : يا الغالية ممنوعة صبي.. وخــلي من يذوق يذوب فينا مشاعــــر راقية مشـــروعة وإن زلت الخطـــوة أكيد بنتوب كم يا مشاعر بالهوى مقمــــوعة وكم يا مشاعر سرها محجــوب غني وغني .. بهنهنة مسمــوعة اللحـــن لكِ.. والحب والمحبوب هيا أعـزفي للذائقــة مقطـــوعة عبدالمجيد ..كاظـم.. وزِد أيوب من كل عابق عطر جيبي الروعة شرع المحبة كل شيء مطلـوب رشي …

يا رجلاً يتدللُ كالغيمِ الأبيضِ فوق جبينِ الأفق يضعُ على معصمي سوارَ الشوقِ مرصعاً بالوجدِ والحنينْ يغسلُـني كالمطرِ ويعمُّدني بالكلماتِ والياسمينْ يرسمُني كالموجِ الأزرقِ تحت شعاعِ الشمسِ وشماً في ساعدِ بحارٍ يبعثرُني قنينةَ عطرٍ منها تتطايرُ شهقاتي عبرات يُلبسُني ثوبَ اللهفةِ حيناً وأثوابَ الخيبةِ أحياناً يُسقيني الشهدَ مرةً وعلقمَ غيابـِهِ مرات يبني لي أبراجاً من وعدٍ تحتضرُ مع الوقتِ وتنهارُ …

يَا رَبَّ يُوسُفَ إِنَّ حُزْنِيَ يُوسُفِيْ عَنْ كُلِّ مَنْ سَفَحُوا دَمِي بِكَ أَكْتَفِي لِي إِخْوَةٌ غَيْرُ الذِّئَابِ، وَإِخْوَةٌ مِثْلُ الذِّئَابِ، وَلَيْسَ لِي مَنْ أَصْطَفِي وَأَنَا أَنَا فِي الجُبِّ، أَوْ فِي السِّجْنِ، أَوْ فِي المُلكِ، أَرْفُضُ أَنْ أُغَيِّرَ مَوْقِفِي إِنِّي لَأَعْرِفُ أَنَّ سِجْنِيَ جَنَّتِي لَكِنَّ زَوْجَةَ سَيِّدِي لَمْ تَعْرِفِ وَأَبِي أَبِي .. ضَمَّ القَمِيصَ لِصَدْرِهِ كَمْ حَذَّرَ الأَحْبَابَ مِنْ ذِئْبٍ وَفِي …

يَسُرُّني أَنّي بحزني حَزينْ وأَنه يَكفـي لِآتِـي السِّنـينْ وأنه ما زال أَسخَى يَدًا وأنني ما زلتُ لا أَستَدين وأنني لولا اغتِنائي به لَكُنتُ في “للهِ يا مُحسنين” وأنَّ لي عُمرًا قَضَى نَحبَـهُ مُناضِلًا في خدمةِ المَيّتين مَرَرتُ بالدُّنيا سَريعًا، كما يَمُرُّ في بالِ الأَسيرِ الكَمِينْ وقلتُ والأيامُ خَلفي: لقد سَبقتُ يا دُنيا.. متى تَتبعين! أنا امـرُؤٌ أَلْهَـتهُ عن عَيشِهِ قِيامةٌ …

وشمسٌ أشرقتْ في قلبِ داري وبعدَ شروقها هلَّ الهلالُ شروقُ الشمسِ ذاكَ قدومُ أمي وشهرُ الصومِ مُرتَحِلٌ يُنالُ وتغلبُ في سناها كلَّ شمسٍ كمثلِ الرملِ تغلبُهُ الجبالُ ولو ظمأُ الهواجر هبَّ يوماً فإن حديثها العذبُ الزلالُ وإن فرحوا بصومٍ مرتينِ فثالثةٌ لنا فيها اكتمالُ فيا جبار أفئدةٍ تداعت ليبقى البرُّ فينا والوصالُ ويا وهابَّ أدعيةٍ تسامت لينزلَ غيثُ جودكِ والظلالُ …