رواق القصة القصيرة

بلا سبب / بقلم الروائي والقاص محمد فتحي المقداد

بعد مكوثه في الانفراديّة لعدّة أيّام، لم يطرق بابه الموصد دونه إلا ذاك العسكريّ، فاقتاده إلى مكاتب الفرع في الطابق الأعلى، أضواء تنير الممرات النظيفة الأنيقة بدهانها اللمّاع. أدخله إلى مكتب في نهاية الممر، قرع الباب، ولمّا يأته إذن بالدخول، بعد انتظار لنصف دقيقة آو أكثر، حرّك قبضة الباب للأسفل فانفتح، أمر السّجين المطمّش العينين بالوقوف خلف الباب ووجهه باتجاه …

أكمل القراءة »

الحــــلـــم / بقلم : الروائي والقاص الأردني توفيق أحمد جاد

  تلك الرائحة تقتلني، تُميتني.. أنا أعرفها!، قام من نومه صارخاً فزِعًا يعلو بصوته: إنّها رائحة الموت! إنّها رائحة الموت! أفاقت سعادُ من نومها.. وضعت يدها على رأسه لتقرأ عليه المعوّذات، لعلّه يهدأ قليلاً. كان العرق يتصبّبُ من وجهه وكأنه جالسٌ أمام فرن بدائيٍّ.. لا يفصله عن ناره سوى مسافة قصيرة. هدأت نفسه قليلًا وطابت.. نظر إلى وجهها الصبوح.. فانشرحت …

أكمل القراءة »

قصص قصيرة جدا / بقلم : حسن برطال / المغرب

(1) رخـصـة النـقـل الـسـري الرجل الثري، لم تعد له القدرة على استعمال اليدين و الرجلين في ( ركوبها ) و القيادة.. فَطَور سيارته لتقود نَفسها بنفسِها../ (2) الـشـجـرة الـقـاتـلـة سألوه عن القاتل ، نطق بصعوبة وهو يشعر بالدوار قائلا : – القاتِ تِـ تتتتت…ثم سقط دون أن يتمم كلامه../ ضربـة إرســال قـويــة والدُها لاعب كرة المضرب ، ولما فكرتْ في …

أكمل القراءة »

الناجي الوحيد/ بقلم : هيلين الملّي

  يا الله ما أجمل هذه الابتسامة ، خصلات شعرها المنسدلة على وجهها الملائكي تحكي قصة خلود ما أروعك يا طفلتي الحمد لله أنّك بخير ، أعلم بأنك تعذبتي كثيراً و أنا أيضاً تعذبت يا صغيرتي ، لكن عذابكِ كان أشد . أُقسم بأني حاولت أن ابقى مُمسِكاً بك ، لكن الوحش بأمواجهِ كان أقوى مني و فَتَكَ بي . …

أكمل القراءة »

السجين / بقلم : إبراهيم الحكيمي / اليمن

في رأسه، تدافعت الأفكار، وثب قاسم من على فراشه كالملدوغ، أمام المرآة المُشقّقة، وقف يصفّف شعره، مسح عينيه بسبابتيه، وخرج يضرب بيديه السمينتين أبواب السكن: – صلاة.. صلاة. تتصاعد الحرارة بين صِدغيه كبركان في أسوأ حالاته، يقتحم الأبواب، يشعل الأضواء ويصرخ بغضب رجل هُتِك عِرضه: – أفيقوا يا فَسَقَة.. من غير جماعة، لا صلاة. وقفز بجثته الضخمة على أحدهم، ينزع …

أكمل القراءة »

الصّـــــرير / بقلم الروائي توفيق أحمد جاد

..   مشى ببطء وحذر..، ثم انتبه، وسأل نفسه عن سبب تباطئه  توقف لبرهة، ثم مشى بخطواتٍ أسرع دون أن يُجيب على سؤاله لنفسه، دار حول منزله محاولا تحديد جهة الصوت.رغم صفاء ليالي الصيف ونسائمها الباردة التي تأتي في مثل هذا الوقت.. إلاّ أنّ الظلمة الحالكة تفسد أي متعة.. بدا له وكأنه يلتفّ حول نفسه.. ربما تشابه الأمكنة.. وربما هي …

أكمل القراءة »

الوصـــــيّة/ بقلم توفيق أحمد جاد

  غضب جدّي.. جدّي الذي يسهر من أجلي اللّيالي.. وأسقاني من الحب و الودّ، ما لم يخطر ببالي، فهو يدلّلني ويربّيني وأنا وحيده من الأحفاد.. لا أخ، لا أخت ولا حتّى غوالي، فقد غابوا في أحلك الّليالي، بحادثتين على التّوالي. الأول، كان غرق أخي أحمد وأختي سالي، والثّاني كان سقوط أحد المباني.. لم ينج منهم أحد. غَضَبُ جدّي اليوم كان …

أكمل القراءة »

النور الأخير/ بقلم : ريمان هاني

جلست كعادتها كل صباح في الشرفة ذات الزرع الجميل ، المنسق بيديها ، المطلة على أشجار الصنوبر العالية بشموخ ، تنفست عطر الصباح بإبتسامة ودُعاءَ ، بعد أن ودعت زوجها وطفليها التوأم للمدرسة ، أعدت قهوتها في فنجانها. وقطعة من فطيرة الزعتر، وابتدأت صَباحها تراقب عصافيرها بحب ، وأمنيات كثيرة تزاحمت في رأسها ، قررت ارتشاف القهوة على عجل ، …

أكمل القراءة »

برقيات سريعة ( ومضات ) /بقلم إيمان أبو الراغب

(1) كيف لك ان تنقص من هيبة المفاجأة وأنت ترى قفزي على زجاج انتباهك..!! (2) يشتعل الحزن إعصاراً في انسياب الجسد فينصهر الوعي إيلاماً متقد.. حيث يلتقي الإدراك مع ظلم سياطهم وحقد مستبد.. (3) قالت: موعدي مع نبضك عمراً في ساعة أجاب وأنت في وقتي منذ الولادة (4) عابر مقيم .. استوقد الفزاعة لينام القطيع (5) في كل مرة أسلب …

أكمل القراءة »

عِطْرُ مَنْشَم / بقلم :د.عبد المجيد أحمد المحمود

 نُوديَ عليهِ للحساب… ـ ما فعلتَ بجوارِحِك؟ لم ينبسْ ببنتِ شفة. … لا لسانَ لهُ..لا عينَ..لا شفاهَ..لا أيدٍ و لا أرجل و لا… نظرَتِ الملائكةُ إليه و تأسَّتْ على حالِه. نادى الرَّبُّ: لعنةُ الله عليهِم! لم يتركوا لكَ شيئًا تُحاسبُ عليه! ما قلوبُهمُ التي تسبَّبَتْ لكَ بكلِّ هذا العذاب؟! اذهبْ و اتَّخذْ مسكنَكَ أنَّى شئتَ……………………………………….. منَ النَّار. 

أكمل القراءة »

المنظّفة / بقلم : إبراهيم الحكيمي / اليمن

 تلك المنظفة المزاجية غريبة الأطوار، تارة تتغنّج مع الموظفين وأخرى تزمجر كلبوة.. عديمة أخلاق! كان هذا انطباعي عن “رقية” المسؤولة عن تنظيف الطابق الخاص بإدارة الشركة التي التحقت بها مؤخرًا.. في الصباح، تتسلل بخفة كالنسيم من فرجة الباب النصف مفتوح، نصف انتباه الموظفين يكون على الملفات وشاشات الحاسوب، والنصف الآخر على الوجبات الخفيفة السريعة التي تشغل معداتهم مؤقتًا حتى وقت …

أكمل القراءة »

رسائل ” عاشق يحتضر “/ بقلم : عبد الرقيب طاهر / اليمن

الرسالة الثانية يا إلهي …… إلى من تكلُني ؟ إلى من وليت أمري ؟ فلم يعد لي غيرك يا رحيم ،، في السماء تتجلى عظمتك وفي الأرض ظاهرةٌ بسطتك كم أنت عظيم يا إلهي أنا عبدك الضعيف المقرُ بعظمتك و بجبروتك وبملكوتك و برحمتك وعفوك و عدلك …. أنا ذلك العبدُ الذي غرته الحياة الدنيا الفانية وأزله الشيطان وأغراهُ عفوك …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!