رواق القصة القصيرة

زيارة عمي/بقلم:عبدالقادر رالة

      لمحته من بعيد واقفا حزينا مثل الآخرين، يتأمل فأدركت أنه مشغول الفكر بهؤلاء الناس الذين يتباكون، ولا يبكون!    المُتوفى هو عمه الحاج أحمد.. وفي الماضي كنت دائما أرافقه لما يزوره في عيد الفطر أو عيد الأضحى أو في ليالي رمضان بعد صلاة التراويح…   و بعد أن أقعده المرض، استمر يزوره كثيرا، أما أنا فقط حينما أكون فارغا غير مشغول …

أكمل القراءة »

لجوء/بقلم:أسماء الشيباني ( اليمن )

توجست من كلماته اللاذعة، فبين الحين و الآخر يسمم حياتها برسائل مرعبة تضعضعها، إلى من تعتصم؟، أسقمها الوجل، و شارفت على الانهيار، و قبيل السقوط في براثن تهديداته، تتوكأ على هذا الدعاء “لا أضام و الله حسبي”؛ فيُشحن قلبها بالتسليم لله و الرضا بالقدر.  

أكمل القراءة »

غرفة سريّة/ بقلم:حسن سالمي( تونس)

حصاد الشّوك من أنت؟  حُقَّ لك أن تنسى ضحاياك فهم كُثْرٌ! ماذا تريد؟ إيّاك… ارفع يديك واخرج من وراء المكتب. أبعِد سلاحك. إنّي أحذّرك! ما زلتَ متعجرفا كما عرفتك. أرجوك!    مرّت عشر سنوات كاملة وأنا أحلم بأن تقتصّ لي منك العدالة. لكن يبدو أنّ هذا مجرّد وهم…  أقبّل قدميك! لا تفعلها. أرجوك!    الحضيض       تألّقت عيناه بالظّفر وهو يقرأ ذلك …

أكمل القراءة »

عملية جراحية ناجحة / بقلم:عبدالقادر رالة ( الجزائر )

   استيقظتْ من الغيبوبة، وفرح زوجها، أولادها، أقاربها، وأبوها؛  هم فقط ينتظرون أن تستيقظ أمها..   أمها هي التّي تبرعت لها بإحدى كليتيها، اليُمنى، رغم أن الطبيب قال بأن أمل نجاح العملية ضعيف، لكنها أصرتْ، وقالت لا يهمْ، أموت أنا، المهم أن تعيش هي لأولادها، وأنا كبيرة في السن وهي لا تزال صغيرة، وأطفالها يحتاجونها…    غير أن الفرحة كانت ناقصة أو شاحبة، …

أكمل القراءة »

فرحة مقتولة/ بقلم:شعيب الأحمدي ( اليمن )

لم أنم الليلة الماضية، مر الوقت ببطء كمن يمشي على الأشواك، أحدق في الهاوية المظلمة داخل غرفة ضيقة، أخرج أكوام التراكمات” آه آه، لقد تحقق الحلم بعد أن مضى مِنْ العُمر الكثير، سأتزوج أخيرًا بمن أحببتها مِنذُ الصِغر، وسأحقق أول فرحة لوالدي اللذين لم يكفا عن سؤالي متى نفرح بك”؟ أترقب قمرا ما قبل الفجر وهو ينسحب من السماء قبل …

أكمل القراءة »

همسات ٣/ بقلم: الدكتورة ميسون حنا ( الأردن)

١- كانا مندمجين، ألغيا العالم خارج حدود إدراكهما،.  كان فكرهما موحدا، وبعد خمس دقائق فتحا عينيهما، تلاقت نظراتهما … لحظات وبدءا يشعران بالوجود ، أدركا حينها أنهما يستطيعان الاستقلال عن العالم، كانت مدة استقلالهما قصيرة في نظر الكون، لكنها كانت توازي عمرا بحاله في نظرهما. أنت هو الشخص الذي ينسيني الكون ليتجسد فيك وحدك، أحبك بكل ما يتضمن هذا الكون …

أكمل القراءة »

أمواج الحياة/بقلم: خالد النهيدي

بينما هو في إحدى منعطفات الظروف و هو يجلس منزويٱ مع نفسه يراجع حساباته الخالية من الأرصدة المالية ، فقط يحسب الديون المتراكمة عليه ، فقد صار يستحي من رؤية البقال و الصيدلاني ، وبعض الأصدقاء ، بل معظمهم ، و هو يفكر في حال أسرته اللتي يزداد أفرادها و يكبرون ، و تكبر معهم متطلبات الحياة . فكر في …

أكمل القراءة »

كنتُ أهربُ/بقلم:عبد العظيم فنجان (العراق)

كنتُ أهربُ من الصفّ ، وأجلسُ على سياج المدرسة ، مُنتظرا خروجي مع الصالحين . عندما ضبَطَني أبي أكتبُ شِعرا ، أعطاني كتابَ ألف ليلة وليلة : من يومها ابتدأتُ رحلةَ البحثِ عن ” قوت القلوب ” . من يومها وأنا أتدفّقُ من خواطر الينابيع ، ومع دموع الصبايا : تمسحُ عنّي مناديلُ الأمهات غُبارَ سفر طويل ، رأيتُ فيه …

أكمل القراءة »

الحفل/بقلم:ميرڤت بربر ( الأردن)

ارتدت فستانها الأسود وتزينت بأجمل الحُلي؛ جالت برأسها أفكارٌ كثيرة؛ فهذا خروجها الأول بعد الانفصال عن زوجها؛ و عودتها لأرض الوطن؛ تساءلت؛ كيف سيكون لقاؤها بالناس؛ هل ستنهال عليها الأسئلة؛ هل ستكون نظراتهم إليها قاسية؛ متفهمة؛ متعاطفة؟.. هَزَّت رأسها بقوة، و أبعدت كل تلك الأفكار من رأسها، و أنهت الاستعداد للخروج مع الأهل لحضور حفل زفاف ابنة خالتها سُمَيّة. الحفل …

أكمل القراءة »

تجّار السّماء(وقصص أخرى قصيرة جدّا)بقلم:حسن سالمي

في العمر بقيّة     أجدني أقف على شاطئ لا بداية له ولا نهاية. ثمّ أجدني على سلّم سفينة كبيرة يحيط بها غيم كثيف شفيف، لا تفتأ تقطّع السّكون بصفيرها المتواصل، فكأنّها تحثّني على الرّكوب… انتبهت فعرفت بعض ركّابها ولم أعرف أكثرهم… عرفت الثّعالبي وابن عاشور والدّوعاجي والشّابي والعقّاد ومحفوظ ومنيف وشكسبير وكافكا وثلّة أخرى من الكتّاب والأدباء…     فجأة أجدني مقذوفا بعيدا …

أكمل القراءة »

سُلْمُ الأَوْلَويَّات/بقلم: فاطمة حرفوش (سوريا)

منذُ مدةٕ طويلةٕ يفكرُ كيفَ يرتبُ سُلمَ أَوْلَويَّات حياته ، بعدَ أنْ أنهى تفكيره .. وضعَ خطةَ لذلك وباشرَ بتنفيذها . صوتُ المذياع الذي لا ينقطعُ يصلُ لسمعِه وهو يبثُ أخبارَه السياسيةَ وتصريحاتِ حكومته التي تدغدغُ أحلامَه . فوضعَ أولَ درجةً في سُلَمِه وصعدَ ليضعَ الثانيةَ ، فما إن بدأ بوضعها حتى إنهارَ سُلَمُه ووقعَ أرضاً يئنُ .. صوتُ المذياعِ …

أكمل القراءة »

فطيرة دسمة/ بقلم:د.عبد الإله وادي

قصة قصيرة بقلم د.عبد الإل أنهىٰ فريد يوم عمله كالعادة على الساعة الرابعة والنصف، وككل يوم جمعة، قبل مغادرة مكتبه بالطابق الثالث، تأكد من تسجيل البيانات الأسبوعية على حاسوبه بعد مراجعتها، رتّب ملفاته قيد المُعالجة ورصّها. تَخلّص من أوراق مُسودّات تقاريره في سلة المهملات بعد جرشها، ثم تهَدهَد في كرسيه الدوَّار الوثير، ليسحب شفطات من سيجارته الالكترونية وينفث دخانها الكثيف …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!