رواق القصة القصيرة

جَنَى لساعاتٍ مشّطتْ بساطَ الدارِ، تقاذفتها رغبةٌ و سباحةٌ عكسَ التيّار؛ فتّشتْ في سراديبِ نبعٍ جاف؛ نثرتْ الوردةُ فتنتها…خارج الحقل.! عنقاء ضبطوها متلبسةً بلحظة اشتهاء، رجمتها غربانهم؛ افترستْ حجارتهم؛ هشّموا رأسها على محرابِ الوثن. عندما عجزوا عن إطفاء بكارتها؛ أطلّ حرفها باحثاً عن…ورقةٍ بيضاء. غَسلْ تقوّستْ كإشارةِ استفهام، اختلطَ صوتهم مع رائحة البارود…تقيّأ جسدُها رحمها الممزّق.  

منذ البداية بدأت. الحكاية، حينما توزعت صرخاتك أرجاء المكان، وكانت الشهقة الأولى ، في صراع للبقاء منذ أول وهلة،إستطعت أن تجمع ذرات الأكسجين الأولى لتنعش رئتيك ، ثم زفرة تقتلع الأكاسيد الكربونية ويطلقها بعيداً كسموم محترقة. منذ البداية كان الألم يشق طريقه باحترافية إلى جميع مفاصلك ،وكنت تجهل ذلك ومنذ البداية. كبر حجمك ، ويكبر حجم التضادات من حولك ،كأنما …

  تفريط تتهمه زوجته دائماً بالإهمال، وأنه السبب في فقدان الأشياء. في البداية أضاع النوافذ والأبواب، ثم بعد ذلك رويداً رويداً اختفى السقف و الجدران. اليوم تسلل أحدهم إلى بيته حاملًا بندقية…أضاع الإحساس بالخوف. ‏شُخوص في حصة الرسم، طرّزَ تلّتين خضراوين، وفوق خطّ الأفق شمساً مشرقة. في المنتصف تسرب نهرٌ؛ قسم اللوحة إلى نصفين. لم يرض بموقعه في أقصى اليمين؛ …

  رفرف سرب الحمام محلقا في الفضاء البعيد منفذا استدارة استعراضية فوق برج الكنيسة على وقع ضربات الجرس حين تناهت إلينا من الجوار ، معلنة عن بدء طقوس قداس الأحد وبلا رأس، تنسم جسدي من شرفة القصر نسيمات عليلة هبت من ناحية النهر الكبير ، رسمت ثالثوثا على جسدي وحمدت الرب في سري فيما ربتت ميليسيا بكفها الغض على كتفي، …

لصحيفة آفاق حرة: _______________   زار (قصة قصيرة) القاصّة – صوفيا الهدار   وقفت منتصبة في حلبة الرقص بثوب أحمر يشف عن جسد أسمر ممتلئ، على وجهها خمار أحمر شفاف شدته بكلتا يديها. ضُرب الطبل، دقت بقدمها اليمنى الأرض ثلاثا مع  إيقاعه، سحبت قدمها اليسرى في حركة شبه دائرية، استدار معها كامل الجسد، واستمرت حركاتها بارعة رصينة تحاكي الإيقاع. صوت المرأة …

لصحيفة آفاق حرة **************** معقولة !! أ مازالتْ الأرضُ تَدورُ، وَالسَّماءُ بِمَكانِها ! الشَّوارِعُ تَضِجُ بِالنَّاسِ ، وَالمُوسيقى تَشغَلُ الحَيزَ السَّمعي لِكُلِ مُرتادي المَقاهي ، الأرصِفَةِ بِألوانِها المَعتَادَةِ ، حَجَرَةٌ بِيضاءٌ وَأخرى سَوداءٌ ، صَوتُ مُواءِ القِطَطِ يُنافِسُ الهَمَسَاتِ في مَواقِفِ البَاص . المَارُّونَ مِن تَحتِ نَافِذَتي يُلقُونَ التَّحايا على بِعضِهِم البَعض . كُلُّ شِيءٍ في مَكانِهِ استيقِظَ مَعَ بُزوغِ …

لصحيفة آفاق حرة ************** ــ هذه نيويورك،كما تعلم يا صديقي،مليئة بالمتناقضات،عليك اعتياد العيش فيها وكن على حذر. ــ أنت محق في هذا ( إلبرت)،لكن مابال ( سميث) ؟،ألم يحن موعد عودته؟! ــ لاتقلق جون، سيعود في أية لحظة،المهم أن تسير الأمور بحسب ماهو مخطط لها،وكما أخبرتك، علينا أن نكون حذرين،وبالذات أنت جون،عليك أن تكون أشد حرصاً. ــ حسناً ألبرت،أنا فقط …

لصحيفة آفاق حرة **************** لاشيء أشد وقعاً على القلب من حيرة تغمره ، ولا أشد وطأة على النفس من وهمٍ ظنّته هي حقيقة ذات يوم ٍ . إنها خسارة القلب التي لا خسارة بعدها أبداً ، وأنها فشل للنفس بعدما حسبت أنها تعيش أجمل لحظاتها … (كيف لقلب أن يثقله همّ العشق ؟ ) … كان هذا مايراودني منذ سنين …

لصحيفة آفاق حرة: _______________ الدكتاتورية للمبتدئين .. قصة قصيرة بقلم (محمد فتحي المقداد)* للتسكع متعةُ خاصة في العاصمة بشوارعها النظيفة، وعماراتها الأنيقة، و أسواقها المزدحمة ، فكثيرة هي الأشياء التي تلفت الانتباه، لأمثالي القادمين من مجاهل الريف، غرابة ممزوجة باستهجان، فكل ما أراه يعتبر غريباً جديداً على معارفي، و غير معلوم في قريتنا. فما إن يبلغ التعب مني كل مبلغ، …

رأت في المنام مرّةً أنها طير، فتحوا لها القفص، لكنّها وقفت حائرة مترددة. عندما قرّرَت التحليق، عرفت أنها مجرْد دمعة. و في الوقت الذي مرر أصابعه عليها، شعرت بالسكينة؛ فامتزجت به ثم سالت. بحث عنها بقلق، كان يخشى أنها تخلّت عنه؛ وجدها في عيون الغرباء، تبحثُ عن… قلبٍ آخر.

وكعادتها تغدر بمن أحبها حيث تمارس عادتها التاريخية بالغياب وراء تلال بلدتنا . تتركنا دون ضياء وترحل نحو حجرتها البعيدة لم يكن الغياب بذاته هو المشكلة لكن المخيف في الأمر حقيقةً أن هذا الغياب سيتحول بعد لحظات قليلة فقط إلى إعلان قيامة مصغرة . فهناك على الطرف الثاني من العالم الآخر لبلدتنا مخلوقات لاتشبهنا ,, مخلوقات تتهيأ لتزفر في وجوهنا …

أتذكر في مدرستي ، مشهد الإصطفاف الصباحي، حيث كنا نتجمع في صفوف و قبل الساعة الثامنة صباحا، كل صف يقف أمامه معلمه. كان الجو باردا جدا ونحن نستعد لتحيّة العلم ليطل مدير المدرسة أكبر كوابيس الأطفال في مدرستي، يأتي حاملا بيده أنبوبا بلاستيكيا غليظا أسود اللون يسميه “مسعودة”. لن أنسى تلك المشاهد في حياتي.، حيث سأل المدير أحدنا لماذا تسلّقت …