رواق الشعر

إلى روح الصديق الشاعر مفيد قويقس حبًا ووفاءً ورحل الشاعر الإنسان عاشق الوطن والتراب والسنديان ترجل عن صهوة القصيدة جواد الشعر والإلهام شاعر القوافي والمنابر دون ميعاد فيا حبيب الناس والشعراء والأدباء أتدري كم نحبك؟ يا من غنيت للحب والوطن والأرض وهتفت للمقاومة وللشهداء وآمنت بالإنسان فانتميت لمعسكر الغلابا وجيوش الكادحين والفقراء وحلمت وناضلت في سبيل حرية وطنك وشعبك أيها …

    أوليس هذا البحر من سنني..? أوليس بعض فضول دمعاتي. ? أولستٍ.  .أغنيتي وقافيتي ? أولست أمس خيالي الآتي .? تاريخي مسترخٍ على كتفي وهزائمي فيه إنتصاراتي.. وطحالب الذكرى تبعثرني لمسالك أعيت بها أوقاتي جفناك عيني تكحلت بهما وتكهربت برؤاهما وجناتي عيناك من نجم بأخيلتي صنعا لكي تذكى أنطفاءآتي يبدو المدى مخشوشن وعلى تلك المنائر بعض أشتاتي ماجاد غيثك …

بينَ العامينِ أقِفُ مُنتَظِرا والقَلبُ في الشَّكِ باتَ مُتَوَعِرا أنظُرُ الى جَرفِ ماءِ الأفولِ والضُّحى فوقَ اليَمِّ أمسى مُنحَسِرا خالَطَ اِحمِرارُهُ صَفنَةَ النَّبيذِ يُطلِقُ عَنانَ النَّفسِ مُخبِرا وغَضُّ المَشاعِرِ تَطفو غُربَةً قارَبَتْ بالهَيمِ الفَسيحَ الأكبرا هَوَيتُكِ وليسَ لي مَوطِنٌ شُرودٌ يبقى عليَّ مُسيطِرا أبحَثُ بينَ عَينَيكِ ولا مأوى أتَقَلَّبُ فيهِمـا ولا أثرا جَنَّ الظَلامُ يَستَجمِعُ القوى يَقطعُ خفايا الوَهَمِ مُتَكَدِّرا …

    قالوا لقد جُنَّ إذ لازال يذكرها قلتُ المجانين من قالوا لي أنساها كيف أنسى التي في مهجتي نزلت؟! في داخل القلب منزلها ومأواها طعم الجنون لذيذ في محبتها ياحبذا لو كنت مجنونآ وألقاها مالي حياة بعيدا عن تخيلها كيف الحياة لقلبي دون ذكراها! كفو الملامة فمن أحببتها ملكت عقلي وقلبي وروحي ملك يمناها لو أنها أسفرت والشمس طالعة …

    على فخذي حطت يمامة هاربة من قسوة الريح الرمل والغبار افردت لي جناحيها الجميلين مبتسمة حدقت في عينيها ترى بماذا تفكر هذه اليمامة ابعشها الذي هدمته الشواهين والعقبان ام بفراخها التي داهمت سكونها في ليلة ظلماء بومة صلعاء على فخذي حطت يمامة ربت على ظهرها مهدئا من روعها وغفونا معا حالمين بلحن الغيم لحن البرق ولحن المطر .

  وغفا الحب على زند الشجر باسما نديا كضوء السحر غفا على نحيب وجع جاور الحجر يراقص ثغائه الممهور بالخطر غفا وهو مسلوب الإرادة والبصر على سبات ليل حائر خاوى القمر غفا وهو يلوك الدمع بوخز الإبر مناجيا الثغر اللاهث خلف الصور غفا وهو يلملم أهداب الغيث المنتظر سابحا بين الحواري مبتسما للقدر غفا وهو يلفظ الآه الغارقة بين الحفر …

هنا كأس شاي بشيبة[1] يشيب لها الولدانُ أما هناك فكأس خمر يداعبها الولهانُ أين أنتم يا من تسير بذكركم الركبانُ لا نرى لكم أثرا تفطر لأجلكم الوجدانُ أجلستم لخمر أم بدير تُبارِكُكُمْ رهبان يسارا تأبطتم شرارا ويمينا تحضنكم صُلبانُ لم يعد الشرق شرقا ولا الغرب غربا ثملتم.. خَسِئتُم ومُسِختم جميعا غربانُ رأس عام.. رأس غول استيقظ لهوله الصبيانُ رأس عام.. …

هَلَّا نَمُدُّ إلَى العُيونِ بَرِيقَا ونُضِيءُ مِنْ تَعَبِ الجِدَارِ ِطَرِيقَا ، ونَشُنُّ فِي المِرْآةِ إنْسَانَ الرُّؤَى ونَحُضُّ طَيْرًا يَشْتَهِي التَّحْلِيقَا ، هلَّا نُبَسْمِلُ آيَةً مِلْءَ المَدَى ونُدَاوِلُ الإيقَاعَ و التَّصْفِيقَا ، فِي سُمْرَةِ الفِنْجَانِ نَبْتَكِرُ الصَّدَى ونَدُقُّ بَابَ اللَّيْلِ بالمُوسِيقَى ، هَلَّا نُطَمْئِنُ رَجْفَةً إثْرَ البُكَا ونُدَوِّرُ الدَّمْعَاتِ فِيه عَقِيقَا ، ونَفُورُ فِي زُلْفَى السَّحَابِ كَأنَّنَا شَلَّالُ رَعْدٍ يَسْتَفِزُّ بُرُوقَا

لأنّ البَحرَ لا يَشتاقُ أذرِعَةً لعُمرِ الصّمتِ؛ حَمَّلتُ الهوى أسرارَ أغنِيَتي، وبارَكتُ الجُنونَ لأنّني أخشى الجُنونَ، وأنتَشي لرَحيلِهِ في سرِّ موتِ السِّرِّ.. في زَحفِ الصّدى المَسكونِ بي عَبَثًا! وهل ترَكَت رياحُ العُذرِ مِن سِرٍّ؛ ولم تودِعهُ جلدي المقشَعِرَّ لها؟ على وَشكِ الوُلوجِ إلى زَمانٍ لم يَكُن جلدي ببالِغِهِ.. لأكشِفَ أنَّ عينَ الغيبِ ما احتَضَنَت سوى لُغَتي! وأنّ ملامِحَ الأهواءِ تَقبِسُ …

الى عاشقة توم سوير .. ————— على بُعدِ بضعٍ وعشرين غيمةْ لمَحتُكِ عند انتصافِ السَّماءِ هناكَ تُذيبينَ بعضَ السّحابِ بكأسي وتَطهينَ نجمةْ .. كأنّكِ كُنتِ تُعدّينَ ذاكَ العشاءَ لقلبي الذي على غفلةٍ من شرودي فتحتِ لهُ البابَ وأدركتِ يُتْمَهْ ..! كأنكِ من أولِّ الماء جئتِ الى الوقتِ عَطشى .. كَصُبحٍ تناثرَ في وجهِ عتمةْ .. كأن الذي كانَ قبلَ حُضورِ …

كنت امضي شاردا … نحو السراب لست أدري أين دربي .. وإلى أين الذهاب فرأتني .. وأفادت .. ان ما عندي اكتئاب قبلتني .. حضنتني .. وعلى وجهي علامات ارتياب ولكي تخرجني .. من حالة البؤس .. تهادت بانسياب نحو عيني ّ … وقد أحسست في العين انجذاب وبلا أي ارتيابٍ .. داعبت شعري برفق بالغ  .. وابتسمت لي .. …

* تُفكّرُ انها كانتْ شجرة مائدةٌ خشبية *** دموعُها مطرٌ ساخن شمعة *** لعابُها عسلٌ النحلة *** ساعاتٌ سائلة كلبٌ اندلسي سلفادور دالي *** مشهدُ اعدام في السهول لوركا *** في الشرفة قمرٌ وعاشقة انتظار *** تعانقُ اللهب بلا خوف فراشة *** في الظلام يرى نفسه الخفّاش *** افعى قنفذ طائر مخنوق *** عينانِ بارقتان في الظلمة بومة *** بلا …