رواق الشعر

نسير بخطوات متعثرة، تنبت بذورا لجروح غائرة لا تسيفيق لها الحروف، ولا تدرك مداها طقوس المناخ  التي تعصف بها…… دون مراعاة لنزفها، الذي لا يرقى أو يتماثل للشفاء . نحتاج لدورة متخصصة في تضميد جراح الحرف الذي ناهز على الشيخوخة في كل حالاته، إلا في حالة بثه للألم ، والحزن فهو في ريعان شبابه وأبهى مراحل فتوته … لا يسكن …

وما زلتُ أبدو كشيءٍ تكسَّر وتمضي وحيدًا وأمضي وحيدًا وفي السرِّ كان احتراق السؤال وكان الجوابُ الحزينُ المُعطر فماذا تغير؟ وهل أنتَ وجهي ؟ ألا زلتً وجهي ؟ ومالي أرى فيكَ وجهاً تقعَّر؟ وهذه الندوبُ الخطوطُ الثنايا أراها ..فلا تعترف بيْ صغيرًا فهل من عذابي ..أنا منه أكبَر؟ أجبني وحدث قليلي قليلًا فلا زلتُ أبدو كشيءٍ تكسر .

جَنَحَ نَسرٌ فوقَ الهِضابِ مُتهاويا يَشُقُ الرِّيحَ وخَوضُ الأخطارِ غاويا ساكَنَ الحُلمُ هَواجسَ طَرْقِ قَلبِهِ فَأرخى العِنانَ قَطَعَ شوطاٍ وافيا من تَلاطُمِ صُخورِ الأزمنةِ فِيهِ طَيشُ حِيامِهِ بالغيمِ كان داميا إنقَضَّى يُومِىء الأَهـوالَ جانبا يَتَرنَّحُ في هَوَدِ الأُفولِ تَماديا لامَسَ الطُّلولَ في القاعِ مُصَرصِرا يَهزُّ الوديانَ في الضِّيقِ داويا تَصدحُ له الزوايا في أَكنافِ الجِبالِ يُمقِتُ في بُقعةِ الجَهلِ البَلاويا …

شتاءٌ وذاتي تمطرُ دفءَ الحياة فينهمرُ الحب في كلِّ بابْ فيغدو الشتاء حزيناً شريداً يفتشُ في جيبِ آلامهِ عن سرابْ فيا للشتاءِ العنيد لم يعترف بالهزيمةِ حين أتيتُ ربيعاً أراقَ على قلبهِ الزهر والعطر والأمنيات وأشعلَ أحلامهُ في الوريد فذابَ الجليد وغادرَ بردُ الغيابْ شتاءٌ ليالٍ طوال نجومٌ ثُكالى ودمع السحاب بلون الرمال وفي ضفةٍ من خيال أمدُّ حروفي ربيعاً …

جعلت القلب صبا في هواك وأسهرت العيون. لكي أراك وأصليت الحشى بجمار صد ولا يطفي الجمار سوى لماك أتهجرني وتعلم أن قلبي أسير مااستطعت له فكاكا فياليت الهوى لما رماني بسهم غار في صدري رماك لتعلم كم أكابد فيك وجدا وتدرك جرم ما اقترفت يداك أغض الطرف عنك إذاالتقينا وأصرفه إلى هذا وذاك لكي مايحسب الواشون أني قصدت بنظرتي شخصا …

وأرختْ نقـاب العفاف ومالت وقالــت أنــا وردة دون مـــاءِ وسارت تمشطُ حــزن المرايـا أنا يا صديقـي ككــل النــسـاء ونامت جفون الهوى ثم سالت دمــوع الحبيب بــدون حـيـاء

كَانَ فِي الإمْكَانِ أنْ أطْوِي مَدَارِي وأُسِرَّ الوَنَّ فِيهِ كَيْ أوَارِي ، زَفْرَةَ المِرْآةِ مِنْ دَمْعٍ تَنَدَّى أوْ أنِينًا صُنْتُهُ خَلْفَ الجَدَارِ ، فِي وَغَى الأَسْفَارِ آمنْتُ ديَارًا ألْفُ بُعْدٍ يَا خُطَى إنْ خُنْتِ دَارِي ، إنَّهَا تُمْلِي عَلَى الأعْذَارِ دَرْبًا وأنَا قَدَّمْتُ للدَّرْبِ اعْتِذَارِي ، أسْحَبُ الأشْوَاقَ مِنْ لَيْلِي مِرَارًا وأمُدُّ الضَّوءَ في وَجْهِ الفرَارِ ، أشْرَبُ المِلْحَ حَنِينًا …

صلى الله عليكَ يا نبعَ الهُدى هَمْساتُ أشواقي بها ريحي جرى صلى الله عليك يا قَطْرَ الندى  أهدَيْتَنا نورا إلى الأرض سرى فى المساجد في الكنائس انتشر ناصرت صوتا باكيا في أم القرى انت الذي نوديتَ من رب السما صافحت كل الانبيا دمعا جرى يا نبض حق سار حتى انتصر يا نسم عطرا فاح فى كل الثَرى قاومت ألوان العذاب …

عـلّـقــتُ للـقـلـقِ الـقـديــمِ شــراعــا نـاديــت يا ريــح احـملـيـه ضـيـاعـا فـي أبــحــرٍ للـتـيــهِ ضــلّ دلـيـلـهـا لشـواطـىء النـسيـان ســارَ سـراعـا فحـمـلـتُ صفحة ريـبتي وشـققتها وزرعـت فـي كــف اليـقـينِ يـراعــا لـمــا تـجـلّـــت والـبـهـــاء بـنـورهــا هـمس الضياء إلـى الفـؤاد شـعـاعـا فـكتبتُ مـا قـالت وحـدّثـهـا الـهـوى وسـمعـتُ منـهـا مــا أردتُ سـمـاعـا فـوجدتُ روحـي في دوائـرِ روحهـا طـافـت، وتسـعـى سبـعـتيـن تـبـاعـا فـتـبـعـتـهـا حـتـى وصـلـت لقِـبلَتي والـقـلبُ …

ألا بَلِّغُــوا عَنِّي قَعيــــدَ النَّواهِـــــدِ سَفيهَ الرُّؤى خَبَّــــاً سَبوقَ الشَّرائِدِ جَهولاً بأقــدارِ الرِّجــالِ مُشَبَّهـــــاً وَليسَ يُرى إلا رَهينَ المـــــوائِـــدِ تَفُـــــوهُ بِمَهْروفٍ ولم تَدْرِ مَنْ أنـا فَسَقْتَ أخـــــــــا جَهْلٍ رَبيبَةَ جاحِدِ أنا ابنُ عِراقِ الخيرِ خَلْفُ أشاوسٍ لَهُمْ غُرَّةُ الأمْجــادِ أهلُ الجوائِـــــدِ سَليلٌ لِعُشَّـــاقِ الشَّهـــــــــادَةِ صُبَّرٍ على كُلِّ مَكْروهٍ شِــــــدادٍ فَرائِــــدِ أنا ابنُ عِراق المجدِ رَغْثُ كَريمةٍ غَذَتْني، ولم أجْلُبْ شَناراً …

أحاطني تغريدٌ عذبٌ فحواهُ ثمّ لاذ بالقلبِ ناشداً حناياهُ تسرّبَ منهُ طيفٌ طاف حولي فطاف قلبي حولهُ ليرعاهُ أعاد تغاريدهُ بكلام منمّقٍ كأنّهُ يمدُّ لي من فصيحهِ نُعماهُ فدنا قابَ قوسينِ من قلبي ووهبني عيشاً كنْتُ أخشاهُ ثمَّ رمى بسهمه القلبَ فاتحاً فبات قلبي متيّماً بسناهُ قال إنّهُ أسكنني قلبَهُ وحرسَ مدخلَهُ جفناهُ صار يلهفُ لرؤية طيفي ويمدّني بحبٍّ راقَ …

تأمّلْ نُصحَنا قبلَ العتابِ وهذا حرفُنا فصلُ الخطابِ عزيزَ النّفسِ كنْ أسدًا جسورًا يعافُ وُرودَ ماءٍ للكلابِ ولا تشْرِ الضميرَ ولوْ بمالٍ تمرّغ ُعزّ أنْفِكَ في التُرابِ ترفّعْ عنْ صغائرِ كلّ أمرٍ وكنْ كالنّخلِ تسْمو للسحابِ تجمّلْ وارتدِ الأخلاقَ ثوبًا وزيّنْ فاكَ منْ مسْكِ الكتابِ كتابُ الله برهانٌ ونورٌ وهديُ حبيبنا خيرُ الجوابِ ترفّقْ بالمشيبِ تراهُ صعبًا بلوغ ُالشيْبِ منْ …