استيقظ من نومه مذعورًا، يلهث كمن أفلت تواً من فم الموت، وهرع مسرعًا إلى أمّه، يرتجف جسده الصغير، وتكاد ركبتاه تخونانه من شدة الخوف. كانت شفتاه ترتعدان، وجبينه يقطر عرقًا بارداً، وعيناه زائغتان كأنهما لا تزالان عالقتين في مشهدٍ لم يزل يتّقد في ذاكرته كالنار. قال بصوتٍ متقطّعٍ مبحوح: ــ كاد القطار أن يدهسنا، أمي… أجل، كاد أن يدهسنا! …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
بيان لم يكتمل/بقلم:محمد القعود ( اليمن)
* انسحبُ، إلى مشارف الذكرى،غير مهتمٍ بهزائمي وانكساراتي وخيباتي.. انتصاري الكبير ، إنني فقدت حنيني إليكِ.. وفقدتُ شغف قلبي المثخن بغيابكِ المتواصل.. وفقدتُ أصابعي التي أدمنت كتابة القصائد لكِ ولعينيكِ الفاتنة.. فقدتُ أصابعي التي كانت تحدّد مساراتي إليك، وترشق نوافذكِ بالياسمين والورود،والقبلات، والامنيات .. فقدتُ تلك اللغة التي كانت تثملني برحيق معانيكِ وبهاء طراوة حضورك المزهر فيها.. وفخامته المهيب.. وفقدتُ …
أكمل القراءة »فيروس القهر/ بقلم:انيس ديان ( عدن _ اليمن )
الجثث المتعفنة ملقاة في الشوارع .. الهواء يزاحمه الذباب و الكلاب تتقاسم الأشلاء . وباء اجتاح المدينة وجاء على كل من فيها . جندٌ مدججون بالأسلحة يحكمون إغلاق مداخل ومخارج المدينة .. فِرق من المختصين بمكافحة الأوبئة بملابسهم البيضاء التي تغطي كل أجسادهم وتجعلهم يبدون كمخلوقات فضائية ، ينتشرون في كل مكان .. في السماء تتراءى طائرة غريبة تنثر رذاذا …
أكمل القراءة »رحلة بلا إياب/ بقلم:عبد السلام كشتير ( المغرب )
أحبها بجنون، ولم يفكر يوما في أنثى غيرها. نما حبهما منذ الطفولة حيث جمعهما نفس الحي ونفس المدرسة، والفضاء نفسه الذي كان يأويهما ورفاقهما من الأطفال يمرحون ويلعبون والبراءة تحفهم. لما اشتد عوده وبدأت تضاريس جسمه تتغير تدريجيا، العضوية منها والعقلية والنفسية وهو يغادر عالم الطفولة، لمس قوة حبه لها وتأكد مما يكنه قلبه من شغف وهيام بها، وأصبح يغار …
أكمل القراءة »مخلّص مسح آلامهم؛ صلبوه/بقلم:حسين جداونه( الأردن )
أمّة طالَ ليلُها؛ هَرِمَ حلمُها. *** دولة استفحلت أزماتها؛ عقمت حلولها. *** مصلح نفخ في الرماد، اسودّ وجهه. *** كسوف اغتالوا البراءة؛ انطفأت الشمس. *** قوم باعوا أنفسهم؛ نفقوا. *** كبرياء شَحذَ كبرياءَه؛ صَدِئَتْ نفسُه. *** إصلاح أطفأوا النار؛ اتّقد الجمر. *** مكابرة طحنه الجوع؛ اشتكى التخمة. *** قوّة حاسمة كان في يومه؛ تمكن من رأس الأفعى. *** نزف صاح …
أكمل القراءة »حدث سعيد/بقلم: فاطمة حرفوش (سوريا)
اكتملت التحضيرات، وتحدد الموعد، ووزّعت الدعوات. الجميع يترقب الحدث السعيد الذي أعلنت دار السعادة للمسنين عن إقامته دون أن ُِتفصح عن طبيعته . كثرت التساؤلات، وتسابقت وسائل الإعلام لمعرفة التفاصيل ولكن التكتم الشديد كان سيد الموقف. كانت هي أكثرهم فضولاً، فقد عادت من الخارج لتستأنف عملها الصحفي، لكنها اصطدمت بجدار الصمت . ورغم براعتها الإعلامية في اقتناص الأخبار، هذه المرة …
أكمل القراءة »لم يضحك أحد/ بقلم:منال رضوان
لم يكن يحتاج سوى لحظة ملل؛ كي يجد فريسته. مرّر إبهامه على الشاشة، ليتوقّف عند صورةٍ لامرأةٍ بوجهٍ متورّم، ملامحها غارقة في انتفاخٍ غريبٍ لا يُشبهها. ابتسم بخفّة، كتب تعليقًا ساخرًا، وانتظر… في ثوانٍ، تتابعت “هاهاها” “كله فيلر يا أستاذ”، “أنت متابع: فين رقم المدام؟”… ضحك الجميع، كانت أمسية خفيفة، لا شيء فيها سوى القليل من الدعابة على حساب وجهٍ …
أكمل القراءة »أخ شهيد/بقلم:د ميسون حنا(الأردن )
كنا نجلس معا في خيمتنا، قُصف المخيم … آه … وخنتك يا أخي، وبقيت على قيد الحياة، لم أقصد خيانتك، لكن القصف أبقاني واستهدفك، وصرت بعدك نازف الروح، نفسي منكسرة، أحاول لملمة شتاتها فأتوه في بحر الأحزان. إسمح لي أن أطبع قبلة على جبينك الوضاح، أودعها أحر أشواقي، ودموعي، ولهفتي … يا لشقائي بعدك، يعز علي فراقك، لكنك ستبقى ذكرى …
أكمل القراءة »قصص قصيرة جدا /بقلم: حسين جداونه
سلوك جذبني من ثيابي بشدة.. سألني مستنكرًا: ـ ما الذي دفعك للسير في هذا الطريق الوعر؟ قبل أن أجيب عن سؤاله، هزّ رأسه بأسى.. ومضى يغذّ السير في نفس الطريق… *** عشق ما إن رآها حتى طاش عقله.. نذر: إن ظفرت بها يومًا، حلالا أو حرامًا، سأمضي بقية حياتي معتكفًا. أمس، خرج في جنازته آلاف المريدين… *** عتق اعتكف في …
أكمل القراءة »وجـع وابـتـسـامة/ بقلم:رؤى المخلافي
استلقيت على أرضية غرفتي الباردة، وأغمضت عيناي، محاطةً بهدوء وراحة لم أحظ بهما منذ وقت طويل.. كنت أنصت لإيقاع نبض قلبي الذي كان يراقص قطرات المطر، صوتها شجي يطرب الفؤاد. رأتني مستلقية في سكينة، فأبت إلا أن تلقي عليّ تحية الحب والسلام. تسربت من النافذة لتهطل على وجهي، فإذا بي أتناسى حاضري واسمي ولغتي وهويتي. فقط تنهدت ذكرياتي، وابتسمت لها. …
أكمل القراءة »قصص قصيرة كذلك/ بقلم:ضياء طمان
البحرُ الميّت جميلةٌ وأنيقةٌ ورشيقةٌ.. والآن هي حاملٌ يستحضرُها إبّان الكرّ والفرّ والمباغتةِ. ضَمّها قليلًا وضمّته كثيرًا في رأسِه. ها هي الآن لا تلك.. لا نسبة بين الأولِ والخامسِ. الدهورُ التسعةُ غيرُ قابلةٍ للحظر. الملامحُ مرتجلةٌ والمعالمُ محبوسةٌ في القفصِ الصدريّ. النومُ طاغيةٌ، لا يأبَهُ بالجذوةِ الشتويةِ. النارُ مشويّةٌ بالقيء المصاحبِ. الوجهُ والعيونُ مثلّثٌ افتقدَ التمويهَ البريء. في السابعِ، أدارَ …
أكمل القراءة »حيرة / بقلم:د ميسون حنا ( الأردن )
كنا نهرول مبتعدين، شاردين، الرصاص يتعقبنا، كنت أحمل طفلي، وأمسك بيد طفلي الآخر، وأجره خلفي، وهو يتعثر في خطاه، كان زوجي يحمل شيئا من المتاع، وفجأة سقط على الأرض، نظرت إليه، إنه مصاب، ينزف، قال بصعوبة: تابعي الطريق، نجاة الصغيرين أهم مني، إذهبي، وسأتدبر أمري، وقفت مترددة، أنظر إليه والحيرة تمزقني، كيف أتخلى عنه؟ وشيء بداخلي يجرّمني لو بقيت قربه …
أكمل القراءة »
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية