اكتملت التحضيرات، وتحدد الموعد، ووزّعت الدعوات. الجميع يترقب الحدث السعيد الذي أعلنت دار السعادة للمسنين عن إقامته دون أن ُِتفصح عن طبيعته . كثرت التساؤلات، وتسابقت وسائل الإعلام لمعرفة التفاصيل ولكن التكتم الشديد كان سيد الموقف. كانت هي أكثرهم فضولاً، فقد عادت من الخارج لتستأنف عملها الصحفي، لكنها اصطدمت بجدار الصمت . ورغم براعتها الإعلامية في اقتناص الأخبار، هذه المرة …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
لم يضحك أحد/ بقلم:منال رضوان
لم يكن يحتاج سوى لحظة ملل؛ كي يجد فريسته. مرّر إبهامه على الشاشة، ليتوقّف عند صورةٍ لامرأةٍ بوجهٍ متورّم، ملامحها غارقة في انتفاخٍ غريبٍ لا يُشبهها. ابتسم بخفّة، كتب تعليقًا ساخرًا، وانتظر… في ثوانٍ، تتابعت “هاهاها” “كله فيلر يا أستاذ”، “أنت متابع: فين رقم المدام؟”… ضحك الجميع، كانت أمسية خفيفة، لا شيء فيها سوى القليل من الدعابة على حساب وجهٍ …
أكمل القراءة »أخ شهيد/بقلم:د ميسون حنا(الأردن )
كنا نجلس معا في خيمتنا، قُصف المخيم … آه … وخنتك يا أخي، وبقيت على قيد الحياة، لم أقصد خيانتك، لكن القصف أبقاني واستهدفك، وصرت بعدك نازف الروح، نفسي منكسرة، أحاول لملمة شتاتها فأتوه في بحر الأحزان. إسمح لي أن أطبع قبلة على جبينك الوضاح، أودعها أحر أشواقي، ودموعي، ولهفتي … يا لشقائي بعدك، يعز علي فراقك، لكنك ستبقى ذكرى …
أكمل القراءة »قصص قصيرة جدا /بقلم: حسين جداونه
سلوك جذبني من ثيابي بشدة.. سألني مستنكرًا: ـ ما الذي دفعك للسير في هذا الطريق الوعر؟ قبل أن أجيب عن سؤاله، هزّ رأسه بأسى.. ومضى يغذّ السير في نفس الطريق… *** عشق ما إن رآها حتى طاش عقله.. نذر: إن ظفرت بها يومًا، حلالا أو حرامًا، سأمضي بقية حياتي معتكفًا. أمس، خرج في جنازته آلاف المريدين… *** عتق اعتكف في …
أكمل القراءة »وجـع وابـتـسـامة/ بقلم:رؤى المخلافي
استلقيت على أرضية غرفتي الباردة، وأغمضت عيناي، محاطةً بهدوء وراحة لم أحظ بهما منذ وقت طويل.. كنت أنصت لإيقاع نبض قلبي الذي كان يراقص قطرات المطر، صوتها شجي يطرب الفؤاد. رأتني مستلقية في سكينة، فأبت إلا أن تلقي عليّ تحية الحب والسلام. تسربت من النافذة لتهطل على وجهي، فإذا بي أتناسى حاضري واسمي ولغتي وهويتي. فقط تنهدت ذكرياتي، وابتسمت لها. …
أكمل القراءة »قصص قصيرة كذلك/ بقلم:ضياء طمان
البحرُ الميّت جميلةٌ وأنيقةٌ ورشيقةٌ.. والآن هي حاملٌ يستحضرُها إبّان الكرّ والفرّ والمباغتةِ. ضَمّها قليلًا وضمّته كثيرًا في رأسِه. ها هي الآن لا تلك.. لا نسبة بين الأولِ والخامسِ. الدهورُ التسعةُ غيرُ قابلةٍ للحظر. الملامحُ مرتجلةٌ والمعالمُ محبوسةٌ في القفصِ الصدريّ. النومُ طاغيةٌ، لا يأبَهُ بالجذوةِ الشتويةِ. النارُ مشويّةٌ بالقيء المصاحبِ. الوجهُ والعيونُ مثلّثٌ افتقدَ التمويهَ البريء. في السابعِ، أدارَ …
أكمل القراءة »حيرة / بقلم:د ميسون حنا ( الأردن )
كنا نهرول مبتعدين، شاردين، الرصاص يتعقبنا، كنت أحمل طفلي، وأمسك بيد طفلي الآخر، وأجره خلفي، وهو يتعثر في خطاه، كان زوجي يحمل شيئا من المتاع، وفجأة سقط على الأرض، نظرت إليه، إنه مصاب، ينزف، قال بصعوبة: تابعي الطريق، نجاة الصغيرين أهم مني، إذهبي، وسأتدبر أمري، وقفت مترددة، أنظر إليه والحيرة تمزقني، كيف أتخلى عنه؟ وشيء بداخلي يجرّمني لو بقيت قربه …
أكمل القراءة »أزهرَ في قلبي …فجرُ أيلولَ/بقلم:امة اللّه الاحمدي
ركضتُ، وأنا ابنةُ الخامسةِ، أهتفُ بترانيمِ الوطنِ والثورةِ وقيامِ الجمهوريةِ. لم أكنْ أعي ما أقولُ، لكنَّ بفطرةِ الحبِّ المتوسمةِ في يساري، أيقنتُ أنَّ حبَّ هذا اليومِ مقدسٌ. في فجرك سرتْ قشعريرةٌ في جسدي، وأحسستُ بماءِ مقلتيَّ يتجمعُ من شعورِ الرهبةِ والهيبةِ، وما خالطَهما من فخرٍ في تلكَ اللحظةِ! كانت لحظةً سرقتْ من خلف الزمان وخاطبتْ الأرواح. أحببتُكَ يا فجرَ أيلولَ، …
أكمل القراءة »ورطة معلم/ بقلم:حيدر حسين سويري
على ناصية الشارع، وقف معلم الرياضيات (حسن) يرتدي بنطاله الرمادي، وجاكيته ذو الخطوط الناعمة التي تتشابك فيما بينها، معبراً عن تشابك حيثيات الدنيا ومتاهاتها؛ تحت الجاكيت لبس قميصه الابيض الذي ضمته صدريته (يلكَـ) الرمادية، وقبعتٌ غطت رأسهُ، الذي ظل شامخاً مرتفعاً، بالرغم من تعب السنين وتهالك الجسم، متكأً على عصاه التي صارت تلازمهُ بسبب آلام المفاصل… واقفٌ ينتظر الباص، يستقلهُ …
أكمل القراءة »صفيح وكلاب وقمامة/بقلم:علي جاسم ياسين
في مكبّ النفايات، حيث يختلط دخان الحرائق برائحة الطين المالح، عاش عبد الحسين الدسم في مأوى من صنع يده، منخفض السقف، مصنوع من صفيح صدئ متآكل، يكاد ينهار مع كل هبّة ريح. لم يكن له جيران، ولم يكن أحد يطرق بابه، ومع ذلك كان يحافظ على حضوره وسط العزلة بالقرب من أكوام النفايات في الصحراء. كان رأسه كبيرا، كأنه مستودع …
أكمل القراءة »بائع الطُرمبة/ بقلم: إبراهيم العبسي ( اليمن)
٢٠٢٥/٩/٢٦ خرجتُ صباح السبت، بعد وداعٍ منها لم يكن سهلاً. كنت أرغب في البقاء، لكنني وعدتُ قريبتي بخدمة، ولم يكن من اللائق التراجع. الشارع شبه فارغ، والهواء يحمل شيئًا من الدفء. ركبتُ الباص المتجه إلى خشبة الحوبان، والركاب يتبادلون حديث الصباح. لا شيء جديد. قبل أن نصل، رأينا نيرانًا تتصاعد في السماء. عرفنا أن فرن “ريتاج” يحترق، الألسنة تردّد ما …
أكمل القراءة »عودة أنثى/بقلم:د بدر العرابي
قالت _ بهروب واحتيال واستعلاء :”لكأنني رأيتك من قبل ” قال لها :” نعم صدقت فراسة عينيك وكذبت فراسة شفتيك الجاحدة …نعم كان بيننا أكثر من طيف رؤية ياصاحبة الفخامة …أكثر من عناق وغياب في خضم الحضور ؛ حينما كانت عيناك تسدل جفنيها قبل انطفاء جمر الحنين بماء العناق وتدخل في غياب لاج ينسيها في أي كوكب نحن وأي مجرة …
أكمل القراءة »
آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية