لو عدتُ إلى تلافيف ذاكرتي بحثاً عن بدايات العلاقة الروحية مع قصص الأنبياء وبخاصة قصة سيدنا يوسف عليه السلام لوجدت صعوبة بتحديد الزمان، فقد نشأتُ في بيئة ريفية يعلو من نوافذ بيوتها والشرفات صوت عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو سورة يوسف على وجه التحديد، وخلال ذلك كنت أستمع فيمن يستمعون من بعض رجال القرية وبعض أشرطة الكاسيت إلى قصة …
أكمل القراءة »رواق القصة القصيرة
عالم جي جي/ بقلم:صوفيا الهدار( اليمن)
رفضت المشي في صغري، فقد كنت مصرا على تقليدها، الزحف على بطني بدا لي شيئا ممتعا. ارتعب والداي، وازداد خوفهما أن يعيقني عنادي عن ممارسة حياتي بشكل طبيعي، فقد ولدت طبيعيا، بعكسها، وقبل أن أصبح مدركا، حبوت، وبدأت ساقاي تحملاني، ولكن عندما وعيت للطريقة التي تتحرك بها شقيقتي، ورأيت كيف أن والداي يضطران لحملها، قررت تقليدها. أرهقت والداي بذلك، ولم …
أكمل القراءة »العشاءُ الأخير/بقلم د.عبد الإله وادي(المغرب)
جَلسَت تنتظرُه كعادتها في طاولة الزاوية، هناك في القاعةِ الورائية للنادي. قاعةٌ صغيرةٌ ، أشْبَه ما تكونُ بِكوخ عتيق. بها طاولتان مُتباعِدتان، ومِدفئةٌ لم تُشَغّل منذ زمن ، يَعتليها تِمثالٌ من “بْرونْز” لِفلاّحٍ نِصْفُ عارٍ يَقبِضُ بمِحَشٍ كبير. جُدرانها مَكسُوُةٌ برَقائقَ خشبيةٍ ٱلوانُها داكِنة. عُلِّقت بإِحدها ساعةٌ حائطية مُتوقفت العقارب. في الجانب الأيسر، نافذةِ صغيرة مكسورَةُ الزُّجاج، لا تُدخِلُ نورا …
أكمل القراءة »» الوجه المظلم للقمر «وقصص أخر/بقام:حسن سالمي
فوق النِّسيان لا أذكر كيف زُلزلت الأرض زلزالها في ذلك الفجر المشؤوم، وصوت المدافع والرّشّاشات يزرع في قلوبنا ما لا يحيط به الكلام… وعندما مسح النّهار بيده البيضاء على ما تبقّى من المدينة أدركت أننّي ما نجوت إلّا ليكون عذابي أشدّ من الموت نفسه… وسط الخراب كان رضيعي البكر يصرخ ملء آذان العالم، وهو يشدّ على ثدي أمّه البارد.. يحرّكها …
أكمل القراءة »اختباء/ بقلم:عمر القنديل
لثلاث ساعات متتالية ظل الأستاذ يشرح للطلاب مباديء لغة لم تكن أمهم؛ اختبأت مهارته خجلة وراء معرفته الواسعة. صارت المعلومات تتدفق منه كما الفيضان على غيرما هدى. انفلتت من عقالها كما الخيول الشاردة.. ذابت البويتات المتهالكة.. لم تصمد أسوارها المهترئة أمام اندفاع الموج الهادر. تسرب الطلاب واحدا تلو الآخر.. استدار المحاضر إلى السبورة ليكتب شيئا ثم التفت فألفى القاعة فضاء …
أكمل القراءة »رفيقي/ بقلم: صوفيا الهدار ( اليمن )
كالعادة نتقاسم وحدتنا، وكعادته يكون قليل الكلام، بينما أنا لا أتوقف عن الثرثرة فلا يمكنني احتمال كل تلك الأشياء في رأسي. لا خطوط حمراء في حديثي معه، أعرف أنه من المخجل جداً أن أحدثه عما يجول في مخيلتي من صور ماجنة، ومن غير اللائق التطرق إلى علاقتي بزوجتي ومشاكلنا الأسرية، ومن غير الآمن التحدث في السياسة، ومن المرعب الخوض في …
أكمل القراءة »الانتظار/ بقلم:هدى الشماشي (المغرب)
جاءت ليلى للعمل في المقهى منذ سنتين، وطوال كل ذلك الوقت كانت تنتظر. إن الباب كبير، ومنه يدخل أشخاص كثيرون في أوقات مختلفة، خاصة بالليل، حين تبدأ مناوبتها ويهجم “القطيع”. هذه التسمية من ابتكار زميلتها في الواقع. قالت لها في أول يوم: كم سيفرحون بك! وفكرت ليلى بأنها تسخر منها، ولكن العكس تبين سريعا. همس لها أول زبون تقدم له …
أكمل القراءة »زمن الانتقال في اللقدين/بقلم:صديق الحلو ( السودان)
كانت كثمرة فاسدة زينب منصور التي مازالت في ضلالها القديم.الارض تمتد حتي الافق الغربي والسماء عميقة الزرقة وطيور الرخم محلقة في الفضاء العريض للقدين. كانت علاقة مصطفي مع ابنتها فاطمة القصب الاحمر تتوقد ،تشتعل فجأة ثم تخمد. يأتي صوتها متدثرا بالشبق والشغف وتلك الاهه الندي يتراقش علي العشب الاخضر الريان.تكسوه شهوة مندفعة صلبة تتارجح مابين الجوع والشبع.مابين الفخذ والسرة تنداح …
أكمل القراءة »ضمير/ بقلم : شوقي دوشن
رمى بضميره جانبا وتخلى عنه في ذروة نجاحاته الفاسدة، فأخذ يتغطرس، ينهب ويظلم ويفعل مابدى له من شر إرضاء لأوامر سيده. في مثل هكذا لعبة هو من يرسي قواعدها ، عليه أن لا يخضع لرقابة من ضميره وليمضي مستهترا دونه. لكنه لم يدرك إلا متأخرا أنه بحاجة لضمير سيده الذي تخلى عن خدماته دون سابق إنذار .
أكمل القراءة »أم حمار/بقلم: الكاتبة فاطمة النهام( مملكة البحرين)
في يومٍ مشمسٍ تنهدتُ بعمق وأنا استلقي على التربة في حوش بيتي، اغمضت عينيّ بفعل لهيب الشمس وأنا اشعر بكمٍ هائلٍ من التعبِ والارهاق، مسحتُ العرق المتصبب عن جبيني متأملاً سعفات النخيل المتراقصه بفعل الرياح الحارة. إن عملي بالزراعة يومياً مضني جداً لكنني أجد فيه متعتي وسعادتي الابدية، ففي كل صباح أحرثُ هذه الأرض وأنثر عليها الحبوب ثم …
أكمل القراءة »ضمير/بقلم: شوقي دوشن
رمى بضميره جانبا وتخلى عنه في ذروة نجاحاته الفاسدة، فأخذ يتغطرس، ينهب ويظلم ويفعل مابدى له من شر إرضاء لأوامر سيده. في مثل هكذا لعبة هو من يرسي قواعدها ، عليه أن لا يخضع لرقابة من ضميره وليمضي مستهترا دونه. لكنه لم يدرك إلا متأخرا أنه بحاجة لضمير سيده الذي تخلى عن خدماته دون سابق إنذار .
أكمل القراءة »ضربة حظ/ بقلم: نور الدين بنبلا
لم تتحمل ليلى المكوث في فصل دراسي اعتادت الرسوب فيه، فتسرب الملل إلى نفسها التواقة إلى الخروج من مستنقع أسرتها الاجتماعي الفقير. كانت طموحة بشكل أرادت أن ترتقي إلى مستوى يمكنها من البروز كامرأة ذات شأن بين قريناتها اللواتي سبقنها ونجحن في مسيرتهن الدراسية والاجتماعية، وتمنت أن تنفلت من ربقة القيد الذي يكبل حظها ويقف سدا منيعا أمام حلمها..لكن جمال …
أكمل القراءة »