رواق القصة القصيرة

قمة الهاوية/ بقلم: فاطمة حرفوش (سوريا)

لسنواتٍ طويلة، جرى التحضير لهذه اللحظة. ما كان يُحاك في الخفاء، أصبح يُعرض على الملأ، ولحظة الإعلان باتت وشيكة جداً. التجهيزات اكتملت، والموعد صار أقرب مما يُظن. أخيراً، اجتمعا: مجرمٌ ماكر وظلّه. تُظلّلهما عباءةُ الغدر. تصافحا وتعانقا، طبعت قبلةٌ على وجه الظل، فارتسمت نجمةٌ غريبة على جبينه، تسطع بلونها الأزرق الباهت. لم يُعرف لأصلها سبيل. أما الآخر، فاعتلى منصّة سلام، …

أكمل القراءة »

قصة وجه أبي(ج ٤ الاخير) بقلم: لبنى القدسي

9 ذات ليلة مقمرة كنت أجلس وحيدًا على سطح البيت، وأنا أردد قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان”. رفعت كفي أدعوه بيقين الاستجابة “اللهم ما كان حزني تمرداً مني على قضائك ،وما كان جزعي يأس من رحمتك ولكن قلبي أهون من ان يتحمل الكثير، فلقي عليه عفوك ورضاك وجبرك ، اللهم بعظمتك خفف …

أكمل القراءة »

كوخ العم سالم/بقلم: إبراهيم العبسي

“البساطة هي جوهر العظمة.” جبران خليل جبران. الإهداء: إلى أبي… الإنسان البسيط. عندما كنت صغيرًا، كان أبي يناديني بسالم. لم أفهم السبب، لكنني أحببت الاسم، كما يحب الطفل كل ما يأتيه من أبيه. وحين كبرت قليلًا، سألته: “لماذا كنت تناديني بسالم؟” ابتسم، تلك الابتسامة التي لا تُنسى، وقال: “كان لنا جار في الغربة قبل أن تولد، يطلق على ولده اسم …

أكمل القراءة »

قصة وجه أبي (ج ٣ ) بقلم: لبنى القدسي

  6 كل ليلة يصحو عمر مذعورًا، يصرخ: “بابا، بابا، بابا ما في معه وجه..”. حالته تتدهور، يشعر بالانطواء والخوف، قالت أمي إنها أحيانًا تجد في مكانه أثر تبول. عبدالله هو الآخر فقد شهيته للأكل، اصفر وجه، كان أغلب الوقت شارد الذهن. أمي صارت قلقة عليه، وتحاول أن تتماسك أكثر لأجله. أيام وهرب عبدالله، ذهب للقتال مع شبان القرية، ولم …

أكمل القراءة »

قصة وجه أبي/بقلم: لبنى القدسي(ج2)

في القرية لا كهرباء، لا إنترنت، لا تلفاز، لم نكن نسمع إلا من الناس: هناك قصف، هناك قتلى، هناك حرب أكلت الأخضر واليابس… مرت الأسابيع الأولى بصعوبة… وبدأت المتاعب معنا، وعمي يطلب منا التحمل، كان علينا الذهاب لجلب الماء من بئر بعيدة، أمي وعمتي لأجل التخفيف من استهلاك الغاز خرجتا للبحث عن الحطب ليطبخا عليه، لأن الغاز شبه معدوم، ولا …

أكمل القراءة »

أخت شهيد/بقلم:د ميسون حنا

 سأفتقدك يا أخي، أتذكر عندما كنا صغارا، كيف كنا نلعب ونركض، ونتسابق! كنت تتباهى أنك تسبقني وأبكي غيظا، كنت أرفض تفوقك علي، كنت أشتمك وأشاكسك فتضحك، وتزيدني ضحكاتك غيظا وأبكي … وكبرنا، وبقيت متفوقا علي في دراستك التي حُرمنا منها هذا العام، أين كتبنا ؟ تركناها هناك في بيتنا قبل النزوح، كان بيتا، والآن أصبح رسما دارسا عليه السلام … …

أكمل القراءة »

كتب. هشام أحمد السح. المثابرة. قصة قصيرة

لآفاق حرة (المثابرة) قصة قصيرة بقلم. هشام أحمد السح. سوريا صباح يوم عطلة أسفل جبل الموت ذي الصخور الناتئة شديدة الانزلاق ، عالي القمة، والأشجار ذات الأغصان المدببة الحادة ،التي تنكسر بسبب كثرة الوحوش،والأفاعي بين الصخور، تعلوها أوكار وأعشاش بها طيور جارحة عملاقة، تظهر للصيد عدّة مرّات في اليوم، وبينما هي تبحث عن زهورٍ نادرةٍ؛ شاهدت ماسة اليافع نبيلاً، يتسلّق …

أكمل القراءة »

كتب منذر فالح الغزالي. لحن تحت الثلج. (قصة قصيرة)

لآفاق حرة لحنٌ تحت الثلج قصة قصيرة بقلم. منذر فالح الغزالي. سوريا في ليلة شتوية باردة، حيث تتلألأ أضواء سوق عيد الميلاد وسط صقيع الزمن، قرأت آنّا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفجعاً: “وفاة عازف الكمان الذي وُجد متجمّداً تحت ضوء القمر والثلوج. كان اسمه أورلوف مولر، خريج جامعة برلين للفنون عام ١٩٦٢، وعازف كمان موهوب في ألمانيا الشرقية. …

أكمل القراءة »

سجين نفسي/بقام:نبيلة الجبري

غفوت في نومة فطالت ، وسرعان ما طاردتني الكوابيس والاحلام المزعجه لم يكن مجرد حلما بسيطا ولكنه حلما يشرح ما نعانيه في واقعنا. لم يكن عالم افتراضي بل كانت صورة تعكس الواقع الذي نعيشه في سجون أنفسنا . لا نحتاج أن نرتكب الجرائم لننسجن….. بدون حرية التعبير لا نستطيع أن نقول كلمة حق فلا فرق بيننا وبين من هم يقطنون …

أكمل القراءة »

وجه أبي/بقلم: لبنى القدسي(ج1)

كانت الحرب مستعرة على أشدها، الناس تفر من المدينة مفزوعة لتنجو بحياتها، قرر أبي أن نعود لقريتنا البعيدة عن خطر المواجهات، والقابعة بأحضان الجبال الشاهقة. وقع الخبر كالصاعقة علينا، وساد الوجوم جو المكان، لكن سرعان ما استدركت أمي وهي تتصنع الابتسامة لنا لنطمئن: “هي أيام قلائل ونعود، هيا عليكم أن تذهبوا وتجهزوا ملابسكم”، أخذ عبدالله يرتب ملابسه، ووضع بينها مجموعة …

أكمل القراءة »

بين الحروف/ بقلم:فضل صالح

كانت الليلة مشبعة برائحة المطر الأول، والسماء نصف مبللة بنور القمر، كأنها صفحة بيضاء كُتب عليها شيءٌ لم يكتمل بعد. الريح كانت تمشط شرفات المدينة ببطء، وتترك على النوافذ أنينًا خافتًا، فيما عقارب الساعة تمشي الهوينى فوق صمت الغرفة. المصباح الأصفر فوق مكتبي لم يكن يضيء وحسب، بل يحرس الأوراق المبعثرة من غزو الظلال التي تتمدد من أركان الغرفة. كنت …

أكمل القراءة »

صرنا في مهبِّ الريح!/بقلم:هيلانة الشيخ

مُذ تشابكت أفكارنا على هيئةِ أغصان، صرنا في مهبِّ الريح!.. تهوي منّي وتجمعني، أتساقط فتسير فوقي، تلتقطنا أفواه الطيور المهاجرة بعد كل مهادنةٍ فاشلة. ارحل إن شئت ودَع لي آخر ورقةٍ، لأنّي إن رحلت بعدك؛ سأجردّك من كل زمان، سأبني العشّ وأترك فيه البيض كله وحدي حتى يصير حمامًا… يحمل الكثير والكثير من السلام. ارحل، ولكن لا تهدمني لأجلِ شعلةٍ …

أكمل القراءة »
error: Content is protected !!