رواق قصيدة النثر

لَكَ أَنْ تَدْفَعَ حُلْمَكَ لِلْمِقْصَلَة وَتَعُودَ خَالِيًا مِنْ كُلِّ نَارٍ حَيْثُ الصَّرْخَةُ بَيَاضٌ أَلِيفٌ الرَّغْبَةُ مَقْصُوصَةُ الجَنَاح وَالحَيَاةُ تَتَصَاغَرُ فِي مُوَاجَهَةٍ مُتَكَرِّرَةٍ تُقَوِّضُ مَا تَسَرَّبَ مِنْ شُمُوخِكَ الزَّائِفِ وَفِي مَهَبِّ السُّقُوطِ تَرْسُمُ دَوَائِرَ لَكَ الآنَ أَنْ تَبْدَأَ مِنْ جَدِيدٍ أَعْلَى مِنْ دُخَانِ المَحَابِرِ أَعْلَى مِنْ ظِلِّ دَالِيَةٍ وَأعْلَى مِنْ رُؤْيَةٍ مُتَحَجِّرَةٍ بِالمُقَلِ لَكَ أَنْ تُخْفِي حُلْمَكَ عَنْ أَعْيُنِ العَابِرِينَ وَأَنْ …

وداعاً ٌصديقي وداعا رفيقي وداعا أبي وداعا وبعض الوداع مقاصل روح تسامت رؤاك وصلٌَت حروفا بسيرتك المطمئنة حيث حلت خطاك، وداعا وما كنت اعرف أن يكون الوداع أخيرا ما كنت أعلم أن  دموع  الأحبة كانت وداعاً أخيرا وما كنت أعلم يا سيدي أن أراني أعصر دمعا غزيرا لكنها مقادير ربك خطَّت على قمرٍ ممطرٍ بتشرين عامك هذا وداع وحباً كبيرا …

لم يعد كما كان ذلك الوطن آمنا مذ أصبح مواطنوه غرباء (أغيار) عن بقية العالم عزلوه التمدن منه مسخوه سماؤه مدرارة بشواظ من نار هواؤه نتن كريه بجثث متحللة بأشلاء متفحمة. و دم مراق ماؤه آسن غير مستساغ المذاق فراوِغْ منجلَ حصاده و قِ جلدك مغبة احتراقه والتمس منفذا من حصاره ولو زحفا بغية الفرار أو صد عدوك لا تستسلم …

أحضرتِ فنجان قهوة واحد لكِ شربتِه وخرجتِ إلى عملكِ، ظننت أنكِ نسيت أن تحضري واحدًا لي معك رغم أنها ليست عادتكِ.. في المساء.. لم تحضري العشاء، لأنك عدتِ متأخرة وقلتِ: تناولت الطعام بالخارج في حفل مع رفيقاتي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتناولين فيها العشاء بالخارج مذ صرنا معا.. في الصباح التالي.. لم تكوني في البيت، وكانت خزانتك فارغة …

‏الآباء لا يموتون يذهبون للبحث عن عمل في كون آخر الثلاثة الذين ركبوا التوابيت وأبحروا في نهر قريتنا البارحة غابوا في وميض الأزل مثل سحرة الأساطير

بِخلافِ ما قالَ الكتابُ عنِ السَّرابِ وما تساقطَ منْ يراعٍ في مهبِّ الضفَّتينِ وما تمرَّدَ منْ أصابعِنا معَ الذِّكرى وأمسكَ بالترابْ بخلافِ قهقهةِ السِّنينِ وما تنامتْ في الليالي منْ وساويسٍ وقُدَّتْ منْ تلابيبٍ وأجهشَ في المنافي منْ غيابْ بخلافِ ما تركَ المُغنِّي منْ نشيدٍ تحتَ نافذةِ الحنينِ وما ستُحصيهِ الخُرافةُ منْ فراغٍ بعدنا أو ما سينبتُ للرَّبابةِ منْ عذابْ.. خبَّأتُ …

في العتمة لا حاجة لي بالضوء ليمنح خطواتي شيئا قلبك يضيئ لي كلما اشتد الظلام نبض من مكانه لأخطو في العتمة يخط قلبك المتوهج الطرق ثم اتبعه وانا امسك بنياطه حتى لا اتوه

هو لا يشبه الدمعَ بل إنه بدءُ بوحٍ خفي بدءُ كلِّ المسافاتِ حين تطول فلا تختفي بدءُ كلِّ الأماني البسيطةِ كلُّ الفصولِ التي إن أتتني بها أحتفي.. يقولون بعضَ السكوتِ ذَهَبْ وأيٌّ من الصمتِ لا أصطفي؟! على لغتي سوف يعلو السكوتُ ويبقى الكلامُ وتبقى المداراتُ لا تنطفي.. و ذاك الرحيلُ الذي يشبه الموتَ في خطوهِ وأحسبُ أني له أقتفي وإنِّي …

وددت أن أعرف من أنا فقط بورقة وقلم أو فكرة جريئة جاءت تصالحني بعد أن فقدت شهية التفكير وددت أن أعرف من أنا ؟ وسط هذا الزحام الذي لا يشبهني والوجوه المتشابهة في السرعة وددت فقط أن أكتب حرفا يخصني فكان الكلام مستعصيا لا يأبه لما أقوله بداخلي للأشياء المتعثرة في صمتي المثقل بأنا وأناشيدي المدرسية لبراءة الطفلة تبحث عن …

بحب النور نور الحب يجلو صدا أحداقنا و الشوق يحلو بحب النور طه لنا و فينا بنا منا علينا هداه نتلو بنور الحب طه يطيب فينا بنا منا لنا قرب و وصل الى سبل الحنين الحق يهدي قصيد ضحاه .. في الآفاق يعلو بكور غرامنا أنفاس زهر يراشف لطفها بالود نحل بأوردة المدى لا نبض يزكو بدونه .. ما كطه …

لي صباح ورديّ الشفاه وليلي سلسبيل لي فرح اللقاء وصمت الغياب ولون السكون ولك بلاهة العدو خلف الريح وساعات الأرق غدا حين نلتقي نم على كفي وازرع كلماتك بين أناملي فالطريق الطويلة إليك تتلوى والدقائق المسروقة تترقرق دع صباحك يملأ سنابلي وعُدْ كلّ صباح إلى سمائي لتكشط غيم الغياب ثم سر بعيدا بي على حافة الوعد الذبيح نوقع خطواتنا على …

صبر الانبياء وأيوب إذ يسأل غزة عن صبرها من أين لك هذي القوة والجبروتْ وصبر الأنبياءِ على سُمومِ العنكبوتْ الرزايا أشبعتكِ رِياحُها واشتد في الأُفق البلاءْ فلسطين يا أم الشهيد. ويا عطر الكرامةِ والإباءِ في زمنِ التغافلِ والسّكوتْ تبقينَ في حلقِ الأعادي شوكةً وصامدةً تَبقينَ وإن نسفوا البيوتْ وأحرقوا كلَّ الخيامَ على أرواحِ مَن رفعوا إلى باب السماءِ أكُفَّهُم ليظلَّ …