رواق قصيدة النثر

الشِّتاءُ يمارسُ سطوتَه على جلودِهم والصيفُ يغطيهم بالأسفلت. أعيادُ ميلادهِم شطائرُ تعفَّنت بالوقت والسَّعادة ُ غبيةٌ وعانسٌ. الملابسُ ،،هَجَرتْهم وتركتْ سرطانَ المزابلِ يلتهمُهم، على حذرٍ يمرون في شارعٍ قديم خشيةَ َ أيقاظِ الحشراتِ الّلاسعة يغتسلون بدموعِهم لئلا يرى البعوضُ أرقَهم فيدفنُ جثَّته بين أجفانِهم تلك الأجفانُ التي يعومُ فيها ألفُ سؤال ولا يجد مرسى. الاحتفاءُ بالأعياد عِلَّةٌ ٌ وعارٌ وحدُه …

كل شي في حياتي منتقص كأنها لعنه المنتصف …! نصف صباح نصف فنجان قهوه نصف قصيده نصف زهره نصف بسمه نصف فكره نصف كلمه لاشي مكتمل بدونك تغدو حياتي أنصاف …. انصفيني واكملي انصافي .. لإكتمل فيكي من جديد وتكتمل ذاكرتي وتمتلئ بك كلماتي فيكتمل المعني والحرف لتكتمل القصيده.. وتنتهي الإنصاف ويكتمل العمر …. بقلم / وجدي مصطفى

خذو من حرفي دال ووشموها هنا ولهيه تركد غيوم المحنة المحنة هادي شحال ف ولادة الغيال خدو من سالفي كمرة مرة ضبرة مرة جمرة تتفاصل دموع الحكرة من قبر هد الفال . خذو من قلة الزهر عمر مضغوه بملح الفجر يتسحر يعاودو حجاية الغار المتكي على ظهر هذ الخال خدو هذ الوجه سقفوه طريق تتخاوا بقلب عيساوا وعيون عل الروح تشرشر …

لكَ من تفاصيل المطر ما يفوقه جمالاً واشراقاً وبهاء لطالما تحالفتَ معه عليَّ و جعلتني أنكث وعوداً قطعتها للصمت بأن لا أعاتبكَ و لا أُقاضي عنادكَ و لا ألتجىْ إليك لحظة غياب .. ما حيلتي الآن و قطرات المطر تطرق أبواب القلب المحتضر لوعةً واشتياق و زجاج نافذتي يحتضن ملامحك المنسكبة كالعطر الدفاق و تدعوني بدهاء لأن اقبع فيك ؟! …

من أوراق دفاتر الألم ليل مسعور ولفظت أنفاسي أحلامها قبل الشروق تجتر خيبات الأمل وتترع المستور كؤوسا اختمر وجهها بالجمر المشطوب و أخرى فاض قعرها بالزبد والجحود ماذا يحصل لي بهذا الليل المسعور ؟ الغدر إغتال بياضي مزق غلالة الروح أبكى مدادي وجنات الفحر تشكي أنينها لنسمات البوادي والصخر المكسور ملائكة الصبح عانقتني بصمت و أذابتني في خمر الجنان والعسل …

كلُّ المَواسمِ تَستبيحُكَ فيّ كلُّ الفُصولِ تشَاكِسنِي و أنَا لا أزَالُ جاثِمة كعنقَاء أتسَاقَطُ في لُجٍ لا قَاعَ لَهُ أفتّشُ عَن أنَاي فِيكَ فلَا أجدنِي لا أجدُكَ لا أجدُنَا إلا عِندَ التّخومِ المتنائيةِ عن هَذا الوجُود .

ذكّرني سيدي ، متى كنت أغازل البحر من ثغر المنفى كشيء غامض والعشق قزحي مسحورا بالوهم .. كيف رتّلت سماء القصيدة من سرداب الوقت .. ذكّرني ، كي أرسم بدمعة حكايا قديمة فالجذوة مقفولة أعزف لخلايا نفسي وأهيم أكثر .. سيّدي ، بعثر رغباتك في دمي فالربيع هجع يعجّ بمقالات ضاربة لسجلات العصر .. أو ناولني ضلعي الأعوج وما تبقى …

اليكَ … تَأخدني اللهفةٌ .. و شَغَفِ الرّوحِ فيك مُتوهِّجَةً .. في قصائِدَ وَلْهَى .. يا من الهبْتَ كلَّ الكلامِ في فَمي .. يا أيقونَةَ بوْحي .. تعال إلى بسْتانِ حبّي .. اللهفةٌ المجنونةُ .. شهقةٌ تحتضنُ كفّ القدرْ .. وهي تحمرُّ على شفاهِي .. والوسائدُ لا تكفّ عن الدموْع .. أغرقُ في لجّةِ البركانْ .. والنوارسُ تتوسّدُ أجنحتِي .. …

على صخْرةٍ جلس الجنرالُ كعادته واضعا ساقه فوق ساق لكي لا يفكّر بل كي يدخّنَ غُليونَه فجْأة! راحَ ينزع بدلته العسكريّة ثُمَّ ارتمى داخلَ النّهرِ كي يتطهّرَ من عَرق الإثْم كلّ التّماسيح ماتتْ، و مات جميعُ السّمكْ. الطّحالب كفّت عن الاخْضرار تولولُ فيما العَصَافِيرُ تلك التي شردًّتها المدينةُ تلك التي لم تطلْها رصاصاتُه السّودُ بَعْدُ العصافيرُ حطّت وطارت، بكل ملابسه …

من وحي الآلآم ومضات حارقة وتخثرت دمائي بالضباب تروي الليل وترفع النقاب رياح جائرة اجتاحت الألباب ممعنة بتفتيت الروح وردم التراب عبثا تحاول الغيوم ابتلاعها عبثا تستطيع تجاوزالعذاب لحظات خمرية جاورتني أرهقت شفاهي وأقفلت الأبواب رضابها نفاثات دخان حارقة عبثت مابين أنفاسي والثياب زفراتها وليد لهاث خاوى الجمر والقباب بسماتها وعد يترنم بين ثورة الحرف ولوعة المساء . قوافيها مآقي …

في كفي سماء وغيوم وشهوة سحاب للمطر للارض وينابيع السهول لخبز امي وبيوت الطين لجاري ابو تحسين وتوسلات قطرة من كفي لصوت…. ثغاء وبعض رنين لاجراس العطش والحنين لتروي باكورة قلب… لفطائر الجبن والزيتون عصائد رمان لفان ومكدوس التين…. واليك يا طعم البحر امرر اصابع كفي فوق اخاديد وجهك الحنون … ونور البسمة في العيون لتروي بساتين كفي …. اليك …

أجهز نية أخرى … فمن بعدك يموت النهر … ويأوي الشلال إلى جحره … أما من تسوية تروض النغمة الهاربة …. أو وتر يريق القرار بالجواب على وحي الكورد …. لكنك فضلت البيات الذي يراودني حين انهيار السد …. هدير موجتين ذات الجنب …. عيناك في عيني موجعة …. من أنا دونك سوى .. سيرة حب ……. . على الرحب …