رواق النثر

أستمعُ إلى صوتها الهادئ، الممتلئ بالإحساس .. وهي تتلو ترنيمةَ عشقٍ عُقِدت على طرفِ بنانِها كشريطٍ وردي موصول بقلبي.. حين تشير به .. تشدني إلى عالمها .. عالمها الممزوج بالسحر ِبرائحة الياسمين وأريج البرتقال.. تطيرُ الكلمات كفراشاتٍ فوق زهورٍ نبتت على غيمةٍ مسافرة تعبرُ حدود أشواقي .. أقفزُ فوق المعاني .. أتعلق بجرسٍ ملائكي يقرع دهشتي في سمواتٍ تملؤها القناديل …

ذلك الألق العميق المتجذر في روح الهور ، عناق الضوء والماء وأمشاج الأصوات المختلطة ، التي تجسِّد نشيد الحياة في متاهة القصب والبردى العظيمة هذه ، والإمتداد البعيد لحسِّ الإنسان بالمأساة الإنسانية من هذا العالم الشائك المحيّر انطلقت الأسطورة السومرية الأولى ، ورحلة البحث عن الخلود ، واكتشاف الذات المسكونة بالبقاء ، وتلك المرحلة القادمة للوصول إلى روح النَّص الذي …

إنقضّى الصّيف ولملمَ أنسامه اللطيفة ورحل ، وأنقطع الغبار الأصفر الذي كان يتناثر عاليّاً في الفضاء الرَّحب وتثيره شواعيب الرَّجال الذينَ يذرّون القمح ويفصلون عنه التبن مونةً للشتاء وطعاماً للعائلة الكبيرة التي ستقوم النساء فيها بعجن الطحين وتجهيز الخبز في الطوابين التي لا ينقطعُ دُخّانها وفوق الصّاج الحديدي الذي لونّه الرماد الأسود للحطب اليابس . كان يوم الجمعة احتّفالياً استثـّنائياً …

كي اكتب عنك… احتاج شايا احمر.وقهوة وقليلا من اغاني فيروز وشعر رامبوونزار والمتنبي وحضن امي… احتاج اجنحة النوارس لغة الورود انفاس الجبال عفاريت المياه جنية الظل فوضى الصمت سر الماء جرح الهواء كي اكتب عنك احتاج ان اعتذر للاشجار وادخل في حلم في اول سطر يقابلني كي ازين شفاه الورق وارتب قصيدتي بما يليق بموتي…….

هناك في الحرب….  طفل يبيع ذاكرته الموشومة  بصورة ابيه المصلوبة برأس رصاصه تنهي الحياه..  هناك في الحرب…  طفلة محتضنة نفسها  داخل أطراف امها عندما نالها القصف..  هناك في الحرب…  حورية تلملم ذيل فستانها الملون بالسحاب صاعدة سلم بني بدمها للسماء ..  مطبوع إبهامها بعلامة زرقاء…  هناك في الحرب…  أب جمع عظام أبنائه ودسها تحت التراب…  واتى بدلو مملوء بالدمع  يرويهم …

داهمني كاوكار المقامرين حلماكان ان اظل طفلة اعداصابعي ابعثر خطواتي اوراقي ونجومي اركض/ ارقص اكتب/ امسح ابكي /اضحك اقتسم الرغيف مع كل جائع ضائع ولو اسعفني الوقت اقود دورية من الاطفال اشعل حربا في حارتي واطلب صلاة استسقاء في عز المطر كبرت ياطفلتي كخيط ضوء اتسلل كي اراني اين انت؟ قلمي دمي ورقي رئتي عيني حضني صلاتي بانتظارك

من شذا نغمتك غنيتك فنبت لي جناح وأنا أسمعك عرس حب في الوريد أهازيج وزغاريد وهذه الإنتعاشة وهذا الوميض كما الغيث يقبِّل أوراق الشجر كما التربة تضم حبيبات المطر يهفوالبدر فتأتي إليه الأشواق تتبختر

  أهربُ من وجعٍ  الروح  وضجيجٍ القلب …  أفرُ  من  الضبابٍ  الذي لفً حسناء المدن…  من  دموع  سكنت  عيون عمان  …  افرُ من  وهني  وضعفي … الوذُ بجنباتِ السكون … استمعُ لقهقهاتِ الحصى عندما تلامسها خُطى القادمين اليها…. المشتاقين لروعتِها … اللاهثين خلفَ تاريخِها الحافلِ بالانجازاتِ.. الحالمين بالنظرِ الى بهائِها… الأتين للتمتعِ بجمالِها الأسطوري … الباحثين عما يهديهم الى نفوسِهم …

وياصديقتي. .. للنغم تفاصيل عارية من صوتي في حنجرتي اغنية تقلقل فما زال ضمير الصدى يؤلمني لمن اهديها اغنيتي! !! وهذا الحنين بوجداني يعاني الصدى الصوت والأغاني ماالذي ينبغي مني. . لأولادي أم لبلادي أم للبساتين الصماء أغني! !! ماالذي ينقص من حنجرتي إذ أن موت السؤال في القلب أصبح مولد حب وحرب لسعات جمر لاتكفي للغناء عني ومني فليتني …

كان جنوني بك يستحق الجنون وهيامي بك يستحق المغامرة! أحببتك منذ كان قلبي عريشة خضراء وصدري جناح قبرة، خيوطا من شذى الأقحوان تبتهل ليلا بعيونك نمارق شوق عابرة، كنت كالشمس تحترق تعشقني جدا وكم كنت كافرة!

يا لحظك  إن هي عمان لبست عبق الأماسي لتقول لك : يا هلا لن تخذلك حينها أبدا ، ستهدهدك شوارعها و تعطيك أسرارها على روية في محترف رمال و قبالتك بقايا القلعة و في جوارك ترانيم لفرقة تردد مقاطع أغنية تحضيرا لغد أو غد الغد لحفل ربما عرس أو أمسية بهية من تلك العشيات التي تبوح فيها عمان بترف التاريخ …

في تمام الشوق , إلا دقيقة كنت في الإنتظار اسكب لوعتي في الطقوس خاويةٌ , إلا منك أسامر الألحان ..و رشفة من كونياك الآلآلآه أخلع عني الضوء , أنفخ في رئتي الدمع الجاف الآن .. الآن .. نتلذذ بشهية القربان مذبوحة أنا في الأحلام منذور أنت على الأحلام نعبث بالحكايات .. نضحك وجع الزمان نتأمل أناملنا تتشظى على المسام أنتَ …