بعض المشاعر تحمل اللون الرمادي القات، فلا هي بيضاء فتعيش مشاعرك بكل وضوح، ولا هي سوداء فيموت القلب مع مرور الوقت، مشاعِر حبيسَة المُنتَصَف، تحصر أرواحنا بين آتٍ على وشك الوصول، وبين مغادرٍ للتو على أعتاب القَلَق، مشاعر تُرهقنا لكنها فينا لا تبرحنا، ولو امتلكنا الاختيار لاخترنا بقاءها، فلا قدرة لنا على فراقٍ جديدٍ بعد كل تلك الحروب التي مررنا بها!!
وكأننا مريض مصاب بالغرغرينا لكنه يحتمل الألم خوفًا من بتر قطعة من جسده المتهالِك، فلا هو بترها وترك جسده يبتعد عن ذلك الجزء الموبوء، ولا هو يملك ضمن المعطيات شفاءً قريبًا يجدي عليهِ بالنفع، لذلك يختار أن يكون حبيس المُنتَصَف، على أمل حدوث معجزة ربانية… “هو أعلم الناس أنها لن تأتي”.