غادرت  وازداد حبي / بقلم : رزق المحمود

كنت أتخيلها كثيرا

 

وقد أعددت في غرفتي كوبين من الشاي

 

لقد شربت كأسا والآخر كان حزنا كآلة ناي

 

كنا نجلس معا أنا وروحها

 

كنت أذرف الدمع وتمسح النهر من مدمعي

 

هي كل شئ هي ذهنُ شرودي

 

هي نخلة عمري وجذور صمودي

 

وبعد حين وفي منتصف الليل تذكرت القهوة

 

وفي رائحتها وجدت صورتها

 

وعندما أطل نهارا من نافذة غرفتي

 

أرى الأشجار التي يزينها جذع النخل

 

فأتذكر طول قامتها

 

التي لا تهزها الرياح.. ليلا ولا في الصباح

 

وإذا رأيت السنابل القوية

 

أرى اللين في رقتها

 

وعندما أذهب لمكان الملابس

 

وما زال منها يفوح عطرها

 

ذلك العطر يذكرني باسمها

 

وكانت رائحته في الحقول بين الأشجار تباشر عصفها

 

والتراب الذي كانت تمشي عليه غضب منها

 

لأنه فقد الموسيقى فقد قيثارة مشيها

 

كانت حكمة من ربي حكمة من ربها الذي أبدع خلقها

 

كل الطيور لأجل أمطار عشقها

 

أقبلت شتائها وودعت صيفها

 

لو كان بيد الموتى أن تخرج لها لخلعت قبرها

 

كل من رآها يلومها فقد طال غيابها طال سفرها

 

وفناجين القهوة والشاي قد نفذ صبرها

 

وأنا الآن أتذكر روعة رقصها ونحافة خصرها

 

أتمنى أن تكون قد أخذت من عشقي لها حقها

 

أتمنى أن كنت أبا لها وأمها

 

عودي من سفرك ما أصعب غربتي

 

يا كل مخلوق على هذه الأرض قل لها

 

إني ازددت ولعا في حبها

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!