بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي كان في 21 آذار/مارس
أهدي نفسي ولأصدقائي الشعراء هذا النص…
______________
“الشعراءُ مجانينُ”؛
هذا ما يقولُهُ الهاربونَ من التأمُّلِ،
والثاملونَ في حُبِّ الكلماتِ.
مجانينُ
حينَ نكتبُ،
وحينَ نمكثُ
في زوايا الفراغِ،
وحين يسرِقُنا القمرُ
في لياليهِ الهادئةَ،
بين القصائدِ
في أعلى غيمة.
حين نحدِّقُ في أزقَّةِ الليلِ،
نتأمَّلُ القمرَ
الذي يحدثنا، منذُ آلافِ السنين
ويطلُّ من شُرفةِ السماءِ…
القمرُ هو القمرُ؛
لكنَّ الحكاياتِ تغيَّرَتْ.
السماءُ هيَ السماءُ؛
لكنَّ الغيماتِ تمرَّدَتْ.
الجُدرانُ هي الجُدرانُ؛
لكنَّها ترهَّلَتْ،
وانقشعَ طلاءُ الذكرياتِ، وتهاوَتْ…
عرفتُ هذا الجنونَ، وأنا أُغَنِّي للأشجارِ
أغنياتِ الصباحِ،
وهيِ تُحدِّثُني بلغةِ السكُونِ،
وحينما كانتِ العصافيرُ تنصِتُ،
وتُقلِّمُ الأوراقَ مثلي…
التأملُ هو صلاةُ الشعراءِ،
قبلَ إجابةِ الشعورِ…
قبلَ مخاضِ القصيدةِ،
وقبلَ أنْ يصرُخَ مولودُ الكلماتِ
بولادةِ الإبداعِ،
تتعسَّرُ الأمنياتُ
بِتَمَخُّضِ نصٍّ مجنونٍ
اختلفَ المتأمِّلونَ
وقالوا:
إنَّ الشعراءَ يمرُّ بِهِمُ المخاضُ
ويلدونَ شِعرًا
عموديًّا مثلا…
لكنِ المجانينَ مَن يلدُونَ القصائدَ،
المجانينُ وحْدَهُم
من يُسمُّون أجيالَهُم
قصائدَ نثريَّةً…
الليلُ رفيقُنا المبدعُ
يرافقُنا بأبهى الأفكارِ،
فنتمرَّدُ عليهِ
ونقتلُهُ بالذكرياتِ
والبكاءِ
ونثملُ معهُ بالكلماتِ.
“الشعراءُ مجانينُ”
هكذا سمعتها
من أحدِ القارئينَ أطفالي…
وبعدُ…
وجدتُهُ يكتبُ قصيدةً
خارجةً عن سياقِ الكلماتِ
ممتلئةً بالجنونِ؛
علَّقَ أحدُ المارِّين عليهِ:
“شاعرٌ مجنونٌ!”
في مسرحِ الحياةِ
وجدتُني شاعرةً
لا أشبهُ أولئكَ الشعراءَ،
الذينَ كتبوا القصائدَ
من أجلِ الشهرةِ؛
كتبتُ من أجلِ النجاةِ
من مصحَّةِ الحياةِ!
قرؤوني أمامَ مسرحِ الكلماتِ
ونَعَتَني الجميعُ…بالجنونِ!