قاصِدٌ سُدَّةَ عينيْكِ.. وأُنصِتْ:
مِهرجانٌ من تراتيلَ.. أساطيرُ وسَجْعٌ
وجماهيرُ من الغُرِّ الميامِينِ.. وجمْعٌ
وحَواريُّون فيهِمْ.. ونَبيُّونَ يقولونَ وقَوْمْ
قاصدًا كنتُ.. وأنظُرْ:
دَيْدبانٌ ومَقاصِيرُ.. وإيوانٌ وبابٌ ملكيٌّ
وحِصانانِ وحُوذِيَّانِ تُركِيّانِ بالبابِ
وعاجٌ ومِحفّاتٌ وتاجٌ
ومَجانِيقُ.. وقَوْسانِ وسهمْ
قاصدًا كنتُ- ومازِلتُ- وألمِسْ :
طَيْلسانٌ فيه وشْيٌ.. ودِمقْسٌ فارسيٌّ
وتَصاويرُ.. ونقشٌ بابليٌّ
صِيغَ في هيئةِ جُنديٍّ كمِيٍّ.. وحَريمٍ تَسْتحمّْ
* * *
هاتانِ العينانِ .. فَديْتُهما
داهَمتاني في أوّل حُلمٍ حاصَرَني فَتأَمّلْتُهما
حين عَرَفْتُهما أوَّلتهما.. فَجعلتُهما:
حَقليْنِ وزَيتونُهما
وأشرتُ إلى خُلَصائِي في البأساءِ وحين العشقِ..
إليكم تأويلَهماُ:
لَيْلكَتانِ.. وشطَّانِ طويلانِ يميلانِ ولا يلتقِيانْ
هاتان العينانِ الحقلانْ!
* * *
آخذٌ قِبلةَ عينيْكِ.. وأَقرأْ:
خَيْزُرانٌ ويَعَافيرُ وبَقْلٌ
ونخيلٌ أُنثوِيٌّ
ومَهاتانِ ويَنبوعٌ ورمْـلٌ
وغزالٌ يستجِمّْ
آخذًا كنتُ.. وأكتُبْ:
سَيْسبانٌ فِرَعونيٌّ.. وغِيدٌ يتهاديْنَ
ووِلدانٌ ينادُونَ: تَعاليْنَ إلينا
ومواعيدُ هوًى تمَّتْ.. وأُخرى سَتتِمّْ
***
آخذًا كنتُ- ومازلتُ- وأرسُمْ
كَهرمانٌ وقواريرُ.. ورَاوُوقٌ
وأضغاثٌ من الدِّفْلَى
وماءٌ كهربائيٌّ
وسيفانِ يمانيّانِ.. ظلاّ لم يُسَلاَّ
وعناقيدُ ضياءٍ تتراءَى خلفَ غْيمْ
* * *
هاتانِ العينانِ.. عشقتُهما
حاصَرَتاني في آخرِ حلمٍ دَاهمَني.. فتذكّرْتُهما
حين عشقتُهما أوَّلتُهما.. فَجعلتُهما:
يَمَّينِ وفَيْروزُهُما
وأشرتُ إلي خُلصائِي في الّلأواءِ وحين العشقِ ..
إليكم تأويلَهُما:
أزلانِ ودهرانِ مديدانِ يَصيرانِ ولا يَنِيَانْ
هاتانِ العينان اليَمَّانْ!
شعر : حسن طلب / مصر