في عالم معولم كثير من الأسس تبقى بملامح مختلفة، لأنها قادرة على التطور أو التأقلم، وأخرى تندثر لفشلها في المواءمة مع العصر.
كتابان صدرا أخيراً في فرنسا، الأول يحمل عنوان «الأمة ضد القومية» والثاني «الدولة القومية والاستبداد وحقوق الإنسان».
يطرح كل منهما العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الأمة كنموذج سياسي قد عفّى عليها الزمن؟ ماذا تعني الأمة في السياق المعاصر، وما الذي يمكن أن تقدمه إلى الديمقراطيات الحديثة؟
في الواقع لا يوجد شكل سياسي محدد يمكن اعتماده باعتباره النموذج الدائم، فكل الأشكال ما هي سوى سياقات متغيرة، حتى الكلمات المفسرة لهذه الأشكال لم تعد كما كانت من قبل.
بحسب الكاتبين، تشكلت الأمم السياسية مع الثورات الأمريكية والفرنسية، وبمرور الوقت بات لدى العالم مفاهيم لتحديد الأمة السياسية، أما الأمة بالمعنى الثقافي فلا تزال الأكثر غموضاً.
من جهتنا نحن لا نمتلك التصورات نفسها أو التطورات السياسية في الغرب، لكننا نحظى بمقومات ثقافية وحضارية حال تكاملها والارتكاز عليها، سنغدو مثالاً يقتدى به لإزالة غموض ماهية الأمة بالمعنى الثقافي الأكثر رحابة.