آفاق حرة للثقافة
كتب : شاكر فريد حسن
صدر قبل فترة وجيزة عن دار الغاية للنشر والتوزيع في الأردن، إصدار أدبي مشترك للشاعرة والكاتبة الفلسطينية منال دراغمة، والشاعر والكاتب الاردني سامر المعاني.
ويقع الكتاب في اربعة فصول تتراوح بين النصوص النثرية والومضات الشعرية. صمم غلافه الشاعر وفاء أبو عفيفة، وقدم له الروائي السوري نافذ السمان، وراجعه ودقق لغويًا الشاعرة أميمة يوسف.
يشار إلى أن منال دراغمة شاعرة وكاتبة فلسطينية تسافر على متن أجنحة الحرف والكلمة إلى عالم الخيال والصور الجميلة، وهي من بلدة طوباس في الضفة الغربية، ولدت في الأردن، وعاشت وترعرعت في مدينتها الكنعانية الأثرية المدينة، مدينة الحلم والخيال، حيث حقول القمح وأشجار السرو والصخور والحجارة. أثبتت وفرضت حضورها في المشهد الشعري الفلسطيني الراهن، وتمتلك رؤية معرفية وفكرية واعية وناضجة اكتسبتها عن طريق القراءات المتنوعة. وتحمل في دواخلها نبضًا وحبًا عميقًا للأرض والوطن والإنسان الفلسطيني.
وكان قد صدر لها ديوان ” محطات لاذعة ” وضم بين دفتيه 30 قصيدة نثرية متعددة الأغراض والمواضيع.
أما سامر المعاني فهو شاعر وناقد واعلامي أردني معروف، صدر له مجموعتين من القصص وعدد من الكتب النقدية منها كتاب ” منارات عربية “، وما يميز تجربته الأدبية أدواته ، واهتمامه باللغة، ورقة حروفه، وعذوبة كلماته المختارة والمرتبة بعناية فائقة، والمزاوجة بمهارة بين الكلمة حرفًا إيقاعيًا بانسياب وقوة التعبير عن الفكرة التي يطرحها.
من أجواء الكتاب هذه المقطوعة لمنال دراغمة :
يرعبني الخريف يا أبي…!
لوحي المسائي باهتٌ
يستصرخُ ابتسامتك…
أسمعُ وأردّدُ نحيبَ الحنين
لعينيكَ… ويديك..
ليت يدَ الموتِ استأذنتني
قبل فعلتها الأخيرة…!
يُفجعني البرقُ شتاءً يا أبي..
كيف يجتمعُ رحيلُك والهطولُ معاً..؟!
في حين نقتطف لسامر المعاني :
تبحثُ في وجهي عن طفولتِها
تمعنُ النّظرَ بحُرقةِ الملهوفِ
أسمعُ حشرجةَ رئتيْها المشتعلتينِ بسجائرِ العمرِ المهزومِ
تلملمُ عصارةَ دموعِها وترحلُ في خشوعٍ
أتلعثمُ خلفَ زوايا الصّمتِ
أرتّبُ الحروفَ في شفتيّ ثم تزولُ
فالعطرُ المسكونُ بشفتيّ
قطّعَ أوصالَ نبضِهِ أيلولُ
إنني أهنئ الصديقة الشاعرة الفلسطينية المتألقة منال دراغمة والكاتب الأردني سامر المعاني، بصدور كتابهما المشترك ” لا مّساس للحزن “، متمنيًا لهما مستقبلًا ناجحًا، ومزيدًا من الإصدارات والتألق.