أحيانًا يجِبُ عليكَ الانتِباه للتفاصيل وصغائِرِ الأمور ؛ لأنها قد تكون مُمِيتة إن أُهمِلت ولِنتفق أن أهم ما في هذه الحياة هي : الصحة البدنية بعد الصحة النفسية ؛ لأنه لا يُمكِنُ للإنسان القيام بنشاطاتِهِ اليومية وتأديةِ أعمالهِ الروتينية وهو مرهقٌ أو يفتقِرُ للطاقة ، ووقود الطاقةِ للإنسان هو الغِذاء والتغذية
ولكن مهلاً هل هُنالِكَ فرقٌ بين الغِذاء والتغذية ؟!
أجل هُنالِكَ فرق ، فالغِذاء هو مجموعةُ الموادِ الصلبة والسائلة التي يتناولها الإنسان وعندما يُمتَصُ الغِذاء يؤدي وظائفَ عِدة : كإمداد الجسم بالطاقة اللازمة له في العمليات الحيوية، ومساعدة الجسم على النمو أو تعويض التالف من الأنسجة أو الاثنين معًا ، وامداد الجسم بالمركبات ( الأملاح المعدنية والفيتامينات ) التي تُنظم عملياتِ البناء والتعويض وتوليد الطاقة.
أما التغذية فهي : مجموعة العمليات التي تتم في داخل جسم الإنسان ، والتي تُمكِنُهُ من الاستفادةِ من المواد الغذائية وتشمل هذه العمليات كل من : تناول الطعام ، وهضمهِ ، وامتصاصهِ وتمثيله ، وينتج عنها عمليات البناء أو الهدم وإنتاج الطاقة ، والتخلص من الفضلات .
ولكِن إن حدث سوء تغذية أو خطأ في تناولِ الغذاء أو خطأ في أثناءِ إعداده وطهوه فقد يتسبب هذا بالإصابة بتسممات وأمراض غذائية ، ومن أهم الأمراض والتسممات المنقولة بالغذاء هو مرض : ” الدوسنتاريا الأميبية ” وعادةً تكونُ المسبباتِ الرئيسية للإصابةِ بهذا المرض إما بكتيرية أي تُسببها بكتيريا الشيغيلا( Shigella bacillus ) ، أو عدوى أميبية يسببها نوع من الأميبيا ، وعادةً ما تظهرُ الأعراض من يوم لثلاثةِ أيام ، ومن أهم الأعراض التي قد تطرأ على المصاب هو : الإسهال مع تبرز مواد هُلامية قد يُرافقها الدم مع ألم وتشنجات في البطن ، وغثيان واستفراغ مع ارتفاع درجة الحرارة وتعب عام ،
ويُمكِن أن تَتَفاقم أعراضُ الدوسنتاريا الأميبية إن لم يلجأ المُصاب للعناية الطبية فقد يُعاني مما يلي :
الجفاف
والتشنجات
والتهاب مجرى الدم التي يمكن أن تُصيب الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كمرضى الإيدز والسرطان
ومتلازمة انحلال الدم اليوريمية HUS
( hemolytic uremic syndrome )
التي يُمكن أن تحدث بسبب بكتيريا الشيغيلا ( Shigella bacillus ) التي قد تُنتِج هذه البكتيريا في بعضِ الأحيان سمومًا تؤدي إلى تحطيمِ خلايا الدَّمِ الحمراء .
ولكن يبقى السؤال كيف تنتقل الدوسنتاريا الأميبية لداخلِ جسمِ الإنسان ؟
بِالطَّبع عن طريق تناول مشروبات وأطعمة ملوثة مثل: الخضراواتِ الطازجة الغير نظيفة ، ومياه الشرب الملوثة .
ولتجنب الإصابة بالدوسنتاريا الأميبية وعدم المُعاناة من أعراضها يمكن الوقايةِ منها عن طريق خطواتٍ بسيطة : كالمُمَارساتِ الصحية من قِبَلِ العاملين ، وغسل وتعقيم المواد الغذائية التي تؤكل نيئة والحرص على تجنُبِ تناول الخضراوات المروية بالمياه العادمة ، واستبدال شُربِ الماء من الصنبور بالماء المُعبأة ، وتنظيفِ الأسنان ، وعدم تناول الأغذية المُباعة في الشوارع ، والمحافظة على نظافة الأيدي .