وقع الإعتداء الهمجي الجبان على الضاحية الجنوبية في بيروت، وأعلن العدو استهدافك، ثم أعلن الخبر المشؤوم ، توجسنا، وتشككنا لأننا نحتكم لعواطفنا، ومشاعرنا التي ترفض استيعاب الحقيقة، وعقلنا يرجح النبأ، ونآبى أن نستمع له، نرفضه لأنه جاء على لسان عدو مراوغ جبان، يتلاعب بنا … أخيرا أعلن حزب الله الخبر بوضوح، تألمنا واختلطت دموعنا مع فرحة لامست مشاعرنا، فرحنا كونك ارتقيت شهيدا مع من سبقوك من خيرة قادتك، وغيرهم ممن ارتقوا شهداء من الناس المدنيين العزل، الذين لم يقاتلوا، ولم يحملوا السلاح، لكنهم حملوا الوطن في قلوبهم، كانوا صامدين، متمسكين بأرضهم، وحقهم بالحياة، وهم بذلك سجلوا أسمى آيات الصمود، ورباطة الجأش. يفجعنا رحيلك أيها السيد لأنك كنت حاضرا بقوة، كنت زعيم خير وصلاح، وكانت مآثرك حسنة كما يقول اسمك، وكنت نصرا من الله كما يقول الجزء الآخر من اسمك، كنت خنجرا في خاصرة العدو، حيث أن نزعه يسبب النزيف والألم، وتركه مغروسا يكون مؤلما ، موجعا… اختاروا نزعه وها هم ينزفون ، يتخبطون ولا يقر لهم قرار. سيتولى خليفتك غرس خنجر مكانه، لكن سيكون هذه المرة مغموسا بحقد مسموم، زرعوه بنا ونحن نتجرع ويلات الحرب، وويلات اغتيالات خيرة قادتنا، لكن لبنان تنجب الأبطال كما في غزة وفلسطين … لن يكون رحيلك نهاية المطاف، بل هو بداية جديدة، وقد جاء السنوار خلفا للشهيد اسماعيل هنية، وواصل المسيرة بثبات وعزم، وسيأتي خليفتك ويتصدر المشهد وسيواصل المشوار، ومع ذلك لن ننساك، كنت زعيما قويا، كلمتك سيف، وفعلك حده البتار، حضورك حي في ضمائرنا ، وسيسطر التاريخ صفحتك الناصعة، كنت سيدا بلا منازع، كنت أملنا في التصدي لعدونا الهمجي، لكننا نعدك ان نواصل درب النضال الذي علمتنا كيف نسير فيه، وأين نتجه، سننتقم لك ولكافة شهداء الأمة. وداعا يا نصر الله، وإن نصر الله آت