امي لم تدخل الجامعة ولم تدرس الفلسفة بكل اطروحاتها المثالية والمادية وليست الان هي من المعطلين عن العمل ولا من الحقوقيات والديمقراطيات انها امراة بسيطة ولكنها اشد دفئا من الشمس وان تحدثت كل الكمنجات والاراغن تصمت فمن لكنتها الجبلية يتضوع الحرمل والشيح والزعتر والعرعر حد الاخضرار قلت لكم امي هذه الصفصافة الضاربة بجذورها في الارض لم تلبس الميني جيب ولا تنقبت يوما تحب اشعار محمود درويش ونزار قباني وقلما تعجبها قصائدي او خربشاتي التي طالما اجتهدت دون علمي في تمزيقها ورميها في سلة مهملات البيت .. امي ابنة الارض تفلحها وتسقيها وهي من ارضعتني حب اغاني فريد الاطرش بتقاسيم عوده التي تغزل شرايين القلب زراب ولاتنتمي الى اي حزب .كان حزبها الذي دابت تدربني على تعاليمه هو حزب المحبة والانتماء الى الارض وما يجننها دائما ان تبصرني ملتحيا وتعتبرني اشعث متسخا ولا يحق لي ان اصافحها او احضنها بل اكثر من ذلك امي هذه التي لم تدرس علم الجماليات ولا درست الفنون الجميلة تشمئز من الملتحين حين تراهم صدفة في التلفاز ولا تفعل كاي غاضب الا البصاق واللعن والرجم كانت فيما مضى تربطني من قدمي الى ساق سرير وتخرج الى الحقل تسقي الفلافل والبصل والثوم ولا تعود الى الا مساء لتحررني وها انني الان صرت اربط نفسي بنفسي الى ذلك السريركي لا اطير كاي معتوه خلف اي سراب