جزء من نص/ بقلم؛معين الكلدي

 

((الإكسير )) …

ما للنَصِّ مِن جِنٍّ وأشباحٍ تُشَكِّلهُ ..
خَيالٌ هَندسَ الآتي بِفرجارِ البَديع ..
و يَدٌ مِنَ الغَيبيّ تَرسُمهُ ..
ومِنقَلةٌ ..
تؤطِّرُ قُبّةَ المَعنى على سَقفِ الذُهولْ
مُذْ يَرصِفُ النَجمَ البَعيدَ بِكُلِّ مَرمرةِ السُطورْ
مُذْ يَنثرُ الفِردوسَ رَملاً تَحتَ تلّاتَ الشُعورْ
ولهُ انبِجاسُ الحِسِّ دَفْقًا ..
و انسِكابُ القَلبِ ..
رَقرَقةُ الميولْ ..
للطينِ أن يَبلى على أعتابِ مَملكةِ المَجازْ ..
للماءِ أن يَستَنسخَ البَشرَ القَديمَ بِسَطرهِ ..
وهُناكْ ..
عِندَ العَتمةِ الأولى تَخلَّقَ ليلهُ الإنسيّ قافيةً تَمرُّ مِن الدُهورِ إلى الدُهورْ
للحِبرِ أنْ يَعلو ..
يُكثِّفَ فَوقهُ قَطراتهِ كسحابةٍ أخرى تُفتِّشُ في فَضاءِ الحُبِ عن مَعنى الهُطولْ
للحبرِ أن يَهمي على قَفرِ الأنا الجَرداء يَسقي واحةَ الوجدانِ ..
يَستَجدي اخضِراراتِ السُهولْ
نَخلٌ مِنَ الشَوقِ السَحيقِ يَحفُّ صَحراءَ القلوبْ ….
وغَديرهُ الأنقى مُركَّبُ روحهِ المائي ..
إكسيرُ الغُيوبْ ..

* * * * * *

(( مَسٌّ مِنَ الشِعر ))

هذه اللحظةُ التي لا أُريدُ
حَدّثتْ عن قناعتي ..وتَزيدُ
هذه البُرهةُ الطويلةُ تأتي
حالَ صمتينِ .. ماردٌ ومُريدُ
طَقسُ حِبرٍ مُقدَّسٍ ..
بعضُ قلبٍ
و دُخانٌ
فهمهماتٌ …
قصيدُ
جِذعُ صَبرٍ ..
وأرجلٌ من خيالٍ ..
قُربانٌ
كما يُريدُ الوريدُ
عالم الجِنِّ ..
أنسناتٌ تَبدَّت
وانزياحٌ ..
ولادةٌ
ووليدُ
وانجذابٌ
تنافرٌ
فاشتباكٌ
وانقيادٌ إلى الردى
ومَقيدُ
مَسلخُ الشِعرِ …
مِقصلاتٌ تؤدي
فَرضَ إجرامها
وحرفٌ مُبيدُ
فاتئدْ …
لم تزل كإنسانِ أمسٍ
وارجم السطرَ
قبلما ….
يا عنيدُ
شيطناتُ السطورِ
شفرةُ غيٍّ
فلسفاتٌ
وآهةٌ ..
وصديدُ

هذه اللحظةُ التي تَتجلّى
غَطرساتٌ ..
تَمرّدٌ ..
تَجديدُ
.
.
مِثل إكسيرِ صَفوةٍ وخلودٍ
كجَريدٍ يَصيحُ : إنّي الخَريدُ
هذه القِمّةُ التي تُتَشهّى
منجزاتٌ ..
فَرادَةٌ ..
وفَريدُ
أبذلُ العُمرَ كي أنالَ سَناها
يَخلقُ الوقتَ إثرها التوكيدُ
يَقنصُ المُبتغى مُسدّسُ فِكري
غانماً عُدتُ ..
أو يموتَ العديدُ !

 

(( كأنّهُ هو .. ))

نَزرٌ من الحُبِّ
جِنيٌّ يَمرُّ هُنا
سُتون جُرحاً
وأشلاءٌ بدت وطنا
رَطلٌ مٍن البُنِّ
رأسٌ لم يَنمْ
ألمٌ …
في إصبعٍ هامَ بالأقلامِ وافتتنا
حَرفٌ خَديجٌ
ونَصٌّ ميّتٌ
وأخٌ ..
في بَطنِ عَقلٍ
وأمٌّ تَدفعُ الثَمنا
هذي القُصاصاتُ ..
تِلكَ البُقعةُ انكفأتْ
تقلّبُ الحِبرَ ..
تِلوَ الحِبرِ ..
لَطَّخنا
هذي البداياتُ ..
موجٌ هادرٌ
غَرَقٌ
لكنَّ شيئاً بهذا الوجدِ زَعنفنا
بَعضٌ مِن التيهِ
بعضٌ من مُخاتلةٍ
أقلَّ ..
أكثرَ ..
حتى نُنضج الشَجنا
وألف مسألةٍ في فهم عالمنا
وألف ألف جوابٍ يَبصقُ الزَمنا
وغايةٌ ..
تَصهرُ الأعمارَ بُغيتها
وأُمّةٌ تَلعنُ العُمرَ الذي ارتهنا
كأنّهُ الشِعرُ .. ؟
ما تُجدي الإجابةُ .. لا
لكنّهُ ..
وأشارَ : الصدر
قُلتُ : هنا
كُلّي إذا انبجسَ المعنى
أُحرِّرُني
ما يَفعلُ القَيدُ والمَسجونُ مَن سَجنا ؟!

(( ما لم يقل طيني ))

ما زِلتُ في رَحِمِ الإبداعِ أُنشِئوني
خَلقاً مِنَ الضَوءِ ..
فارقُبْ مَولِدي قَمَرا
مازالَ بي قِطَعٌ مِنْ تُحفَةٍ ولها
فُسيفسائيَ لمَّا تَكتَمِل بَشَرا
شَهدٌ مِنَ الغَيبِ ..
نَحلٌ مِن رَسولِ غَدي
ولَسعَةٌ تُبهِتُ الأيامَ والشُعَرا
و مَنجمٌ فيهِ أكسيرُ الخُلودِ لِمَن ..
يُزاحِمُ الضَادَ خُلداً ..
رَغمَ مَن بَطَرا
لا تَضحَكِ الآنَ …
أكمِلْ يا

عَجينَ يَدي
أتحسبُ الذَوقَ صَكّاً بائعاً سَقَرا
الشِعرُ ..
يا ابن انطِفائي في تلألُئهِ
نُخالةُ الروحِ ..
جوعٌ ظَلَّ مُختَمِرا
وصَرخةٌ مِن جَنين الآهِ تَهجرُهُ
مَراضِعُ الدَهرُ ..
يبقى الشِعرَ مُنتَظرا !
الشِعرُ ..
أبياتُنا اللا سَطرَ يَكشِفُها
والوعيُ يَعزِفُها في صَمتِها وَتَرا
وشَهرزاد ارتمت في قَلبِ عاشِقها
وصيحةُ الديكِ لمَّا أنقَذتْ وَطرا
نوعٌ مِنَ الشَجنِ المَخفيّ نُدمِنُهُ
حَشيشَةٌ في فَم المعنى انتهتْ عِبرا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!