عودة صامتة / بقلم :عمر القيفي

وها أنا أعود إليكم بعد غياب طويل
وفراقٍ دام سنين ، لكني هذهِ المرة
أعود وقد كسرتُ أقلامي ورميتُ
صفحات أوراقي بعيدًا ..
فتقبَّلوني صامتاً لا مزعجاً ومشاغباً .
أعود إليكم قارئً ، ومستمع بعد
أن مللتُ الكتابة ووصلت منها
حد الكآبة ، فتجمدت مشاعري
ونضبت جل أفكاري فلم يتبقى
في خانة عقلي سوى فتات الذكريات
القديمة..
تقبلوني شيخا بلغ من العمر عتيا
ونقيا تجاوز الأربعين خريفا لا
يحمل في قلبه إلا الحٌب والصمت
وحده ..
ها أنا أعود إليكم ثانيةً وقد أهرقتُ
كأس الثرثرة الذي كان بين أناملي
وخلعتُ رداء الكلام من على كاهلي
حين وصلتُ إلى قناعةٍ تامة بأن
الكتابة في بلدي ليست سوى ثرثرة
أفكار والكاتب ليس لهٌ هنا أي
مقدار ، إن لم يكن من المقربين
لذوي القرار أو صديقا وصاحبا
وجار .
أعود إليكم وبين ضلوعي قلبا
بحجم كفي الصغير ، لكنه يحمل
لكم كل الود والإحترام يعتبر القريب
أخا وخليلا ، ويرى في البعيد صديقا
وحبيبا .
خطابي لكم كالعادة من بين قطع غيار
الثلاجات ، والغسالات ، والخلاطات
حين جعلتُ من الدسميس قلماُ
أكتبُ بهِ دخلي اليومي رغم متاعب
العمل .
ها أنا أعود لأكن مستمعا منصتا
وقارئً نهما إن وجدتُ الوقت لذلك .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!