بعد تنهيدةٍ كأنها آخر أنفاسي
قلتُ: هذا ما تبقّى منّي…!!
ظلٌّ هاربٌ من صاحبه
ووجهٌ ذاب كالشمع في ليلٍ طويل
وصدى صوتٍ نسي كيف يعود…!!
ما تبقّى منّي
رعشةُ يدٍ على حافةِ وداع
خطىً عالقةٌ في دروبٍ لم تحفظها الأرض
وأبوابٌ تعبتُ من طرقها، لكنها ظلت مغلقة
صورةٌ مهترئةٌ في درجٍ منسي،
حرفٌ ناقصٌ في كتابِ الغياب،
وأمنيةٌ وحيدةٌ جفّت على شفتيّ.
ذاكرةٌ مشروخةٌ تعيدني إلى اللحظةِ التي انكسرتُ فيها،
حلمٌ يترنّح بين الليلِ والصباح،
وغصةٌ تتشبّثُ بحنجرتي كلّما ناديتُ نفسي ولم أجدها.
رمادُ أغنيةٍ لم تكتمل،
جدارٌ كان يسندني حين خانتني الخطوات،
وقلبٌ يلبسُ الصمتَ كعباءةٍ مهترئة.
حبرٌ يكتبني ولا يعترف بي،
قصيدةٌ لم يجرؤ أحدٌ على قراءتها،
وسؤال يرتجفُ في الظلام بلا جواب.
حفنةُ طينٍ أنكرها النحّات،
وترنيمةٌ نسيها الفجرُ على شفاه الريح.
يا صاحب الحرف المضيء وناثر الدر في لج المعاني كلماتك كالنجم في سماء البيان تشع نورا يأسر القلوب وتنساب عذوبة كجدول رقراق بين رياض البلاغة عبير حروفك يسبقها كأنها ياسمين يتفتح على ضفاف الروح وسحرها ينسج من ضوء القمر قصائد لا تخبو دمت مشكاة تضيء ظلمة الحرف ووهجا يفيض نبضا وبهاء مودتي تسبق قلمي وتقديري يزهر بين ثنايا بوحك
كأن حرفك ماء السماء، يهمي على جدب الروح فينبت بساتين الدهشة، وكأن بوحك قصيدة وُلدت بين أنامل القمر، تتراقص على شفاه النسيم، فتُطرب القلب، وتُسكر الخيال.
بورك القلم