انْصَبَ ذِكراك قلبي والليلُ بملامحك عليّا انْجلا
وشاءَ الزمانُ بقلةِ وصالنا وها أنا بلوعةِ الفُراق مُبتلا
وحديثُ الهواء إلى وصالُك ابكمٌ والعينُ بالدمع قد اِمتلا
ومن غزارة دُموعي بمجالسِهم مِنهُم بالجنونِ عليّا اِفترا
والبعضُ من ادنى إلي ووصفني بالمُحب المُتيم وادّعا
فصدقَ الجميعُ بوصفِ حالتي وإنَ كل مشتاق مُبتلا
لا باركَ الله بيومٍ يمرُ اذ حُبها من عروقي اِختفا
رجوتُ من الله لقاءً بها ينشل الهم بداخلي ويزيلُ البلا
أيامٌ مَضت كانت للفكر أهنأ ومكانها كالفِردوس الاعلا
مَحبوبتي في قُربها هناءُ العيش وجمالاً على جمالُها اضفا
وليتَ سيد الهوى بيننا كان قاسٍ وجعلَ مني بهواكي اعشا
ولو كنتُ أعلم ان الفُراق نهايتنا لكان الميتُ في حياتي ابقا
وربّ شوقٍ يضيقُ به الفتى وليسَ لديَ حيلةٍ إلا بذكراكِ مخرجا