سَرَى بَرقُ الولايَةِ مِن قُعَارِ
بنورِ محمدٍ عمرَ النّهارِ
حفيدِ العالمِ العَلمِ ابنِ موسى
مُقيلِ العاثرينَ مِن العِثارِ
فحرَّكَ داخلي شجناً قديما
فرزدَقُهُ يَحنُّ إلى نَوارِ
***
أحنُّ إلى مقامٍ كم تجلَّى
محاطاً بالجلالةِ والوقارِ
مقامٍ كلُّ مَن زَاروهُ عادوا
بقلبٍ عن ثيابِ الذَّنبِ عارِ
ورتبةِ مَن به تُهدى البَرايا
كما تُهدى البواخرُ بالفنارِ
يفوقُ عُلاهُ في عملٍ وعلمٍ
علوَّ الرَّاسياتِ على البحارِ
سميُّ أبيهِ وابنُ سميِّ سيفٍ
تَحققَ في خلافتِهِ انتشارِي
صفاتُهما تجلتْ فيه دِيناً
فقامَ وزندُهُ في الدِّينِ وَارِ
***
سرى من سفحِ ريمةَ والمرايا
تعانقُ كلَّ بائعةٍ وشارِ
طوى سوقَ الرِّباطِ وفَكَّ عنِّي
عقالاً كم أعيقَ به مساري
عقالاً صغتُهُ مِن كلِّ جفنٍ
جميلٍ ناعسٍ عذبِ الحوارِ
تُجَرِّدُهُ الحِسانُ السُّمرُ سيفاً
تهاميَّ المشاعرِ والشِّعارِ
يُميتُ مبرقعاً ما الحالُ لو لمْ
يكنْ تحتَ البراقعِ والخمارِ
***
وجئتُ تسوقُني الأشواقُ شعراً
أطوف بذا الجدارِ وذا الجدارِ
لعلي أنْ أرى أقمارَ قلبي
على خجلِ يَلُحنَ من الدِّيارِ
فلم أرَ غيرَ مئذنةِ ابن موسى
تعانقُ ذروةَ الشرفَ النَّزارِ
وقبراً لـ ابن خيرِ الخلقِ يُنسي
سناهُ سنى الحرائرِ والجوارِي
***
يقولُ الماءُ والمحرابُ، رزقي
على الوهَّابِ بالبركاتِ جارِ
أنا الصُّوفي صافي السِّرِّ قلبي
يُحلِّقُ في فضاءِ الإعتبار
متى انتُهِكَتْ حقوقُ الخلقِ أرمي
بسهمٍ لا يجاملُ أو يداري
ويأمَنُ مَن يُصاحبني بحبٍّ
من الأهوالِ في دارِ القَرارِ
أنا السِّرُّ السَّماوي الذي نو
رُهُ في مُقلةِ الآفاقِ سارِ
***
وهذا الخيلُ والميدانُ،جرِّبْ
إذا كذبت َقولي واقتداري
وها قد جفَّتِ الأقلامُ إلا
يراعٌ في يدِ السُّلطانِ جارِ
ضَمنتُكَ مَيِّتاً وضَمنتُ حيًّا
فلا تفزعْ فإنَّكَ في جِواري
***
بأوَّلِ آيةٍ في النَّحلِ أرمي
وآخرِ صادٍ البَشَرَ الضَّواري
فأنصرُ كلَّ مظلومٍ فقيرٍ
بسيفٍ مِن سُلالةِ ذي الفقارِ
ولي إنْ ضاقتِ الدُّنيا حضورٌ
كبيرٌ في النَّوائبِ والطَّواري
***
فريدُ زمانِهِ عملاً وعلماً
وصاعقةُ الكراماتِ الغِزارِ
وقطبُ مُكاشفاتٍ باهراتٍ
تُريكَ النَّجمَ في وضحِ النّهارِ
فَيعرفُ أنتَ مَن وبمَن تَكَنَّى
ومِن أيِّ المناطقِ والقِفارِ
إلى حدِّ التَّواترِ صارَ هذا
مُذاعاً عنه في كلِّ البَرَاري
***
يقولُ: مدينتي الدُّنيا ، وقافٌ
بها حصني، سَلاسلُهُ سِواريِ
ومَحْضَرُهُ مِن الفَرشِ المُوشَّى
بحكمتِهِ إلى العَرشِ المُشارِ
بـ(يحملُ عرشَ ربِّكَ فوقهم يو…
ثمانيةٌ ) مِن المَلَكِ الكبارِ
***
تَجلى عاشرُ الأقطابِ حُبًّا
له تُطوى السَّواحلُ و ( الصَّحاري )
قرأتُ صدى سناهُ بجفنِ موسى
عشِيَّةَ آنستْ عيناهُ ناري
وكنزاً للغلامينِ اليتامى
بَنَى موسى وصاحبُهُ جداري
ويَحرقُ سامريَّ النَّفسِ عِجلاً
من الأوزارِ مُرتفعَ الخوارِ
أقول له متى أحسستُ ظلماً
كما قالَ ابنُ مريم للحَوَارِيـ..
ألوذُ إذا تكالبتِ الليالي
بجانبِهِ ،يُسارُعُ لانتصارِي
وأحملُ حُبَّهُ ماءً لأطفي
به النِّيرانَ طائرةَ الشَّرارِ
***
وهذا الحارثُ بنُ الفضلِ جاءتْ
قصائدُهُ بطابعِها الحضاري
بمدحِ محمدٍ والآلِ دارتْ
نجومُ الشِّعرِ تسبحُ في مَداري
قصائدُ سقفُها عالٍ وترقى
محسنُها لِتُوزنَ بالنُّضاري
مدحتُ بها أجلَّ النَّاسِ قَدراً
وأجدرهم بمدحي وافتخاري
أتيتُ أبيعُها في اللهِ حُباً
على شيخِ الشيوخِ بلا خِيارِ
ولستُ أبيعُ أشعاري بدنيا
لمن لا يستحقُّ، على افتقاري
ولو ذُبحتْ بسيفِ الجوعِ نفسي،
ومن أحببتُ، أو هلكتْ صغاري
***
فكن ياربِّ لي ولمن يليني
وباركْ في الأصولِ وفي الذَّراري
وكنْ مَددي على الأعداءِ وانصرْ
مُحبَّ الصَّالحينَ وخذْ بثاري
***
على اليَمنِ المُمَزَّقِ جُدْ بريحٍ
لتنفضَ ما تبقى من غُبارِ
تَوَحَّدْنا وعُدْنا للتَّشَظِّى
وبعدهما سئمتُ مِن انتظاري
بلا موتٍ نعيشُ ولا حياةٍ
فهل سيطولُ بينهما احتضاري
فلملمْ شملنَا وأخذلْ عِدانا
وكنْ عوناً على كسرِ الحصارِ
برحمتكَ اسقنا غيثاً مُغيثاً
وباركْ في الزُّروعِ وفي الثِّمارِ
أعوذُ بنورِ وجهِكَ بعدَ هذا الـ
عُلوِّ مِن السُّقُوطِ والانحِدَارِ
على تقواكَ أشعاري وكانت
على جُرفٍ من النِّيرانِ هارِ
***
لوجهكَ زرتُ هذا القُطبَ باركِ
بزائرِهِ وباركْ بالمُزاري
بسيرتِهِ يذكرني ابن موسى
بِسَيِّدِنا أبي ذرِّ الغفاري
وحيداً في مقامٍ دَمَّرَتْهُ
أيادٍ ما رعتْ حقَّ الجواري
ترى الإسلام مِن ثُقبٍ صغيرٍ
وتنشرُهُ بعقلٍ خُنْفُشَاري
متى يُبنى مَقَامُكَ عِيلَ صبري
وضاقَ بحالِ واقعِكَ اصطباري
وبعد العُسرِ يُسرٌ بَشَّرَتني
به السُّحبُ الغَوادي والسَّواري
***
