(عيدٌ بأيِّة حالٍ عُدت يا عيد)
في كلِّ زاويةٍ لـلـبـؤسِ ترديد
بـؤسٌ وحـربٌ، غلاءٌ كادَ يقتلنا
وما لفيضِ البلا حصرٌ وتحديد
هنا اليتامىٰ هنا الثكلىٰ هنا وطني
لهم مع الـعـيـدِ لـلأحـزانِ تـجـديـد
هنا الرزايا، هنا بؤسٌ، هنا قلق
هـنـا لـكـلِّ قَــريــرِ العينِ تهديد
كنا رضينا، تعايشنا علىٰ أمل..
لـٰـكـنَّ آمـالـنـا وهـمٌ وتـفـنـيـد
هناك طفلٌ بكىٰ أحبابَه وجعا
لـه مـع الـحـزنِ إثباتٌ وتخليد
نـرىٰ الطفولةَ أضـحـىٰ حقُها هدرًا
وما لجَرحِ اختلاسِ الطهرِ تضميد
يحزُّ في القلبِ أحوالٌ تؤرقنا
عنوانُ حالتِنا ضـنْـكٌ وتشريد
الطفلُ يبكي وأقصىٰ ما يؤملُه
ألَّا يُضافُ لـبـؤسِ الحالِ تعقيد
والشيخُ باتَ بخوفٍ يرتجي أمــلا
لا يـعـتـريـه خـروقـاتٌ وتـصـعـيد
والأمُّ أضحت بوادٍ مُجدبٍ يَبِس
مـا لـلـعـصـافـيـرِ أنـغـامٌ وتـغـريـد
وكـشَّـر البؤسُ عن أنيابه هَــزِئًا
فكيف نسلوُ ونمحو الآهَ يا عيد
ضاقت بنا الأرضُ والأرجاءُ تخنقنا
وأظـلـمَ الـكـونُ والآفـاقُ والـبــيـد
أحـوالُ أمَّتنا فـي كلِّ ناحية
عجزٌ ووهنٌ، عداواتٌ وتقليد
العيدُ بِـشـرٌ ولـٰـكـنَّـا ويا وجعي
نخفي الأنينَ وتُدمِينا التناهيد
كنَّا قديمًا نغني، ننتشي جَـذلا
واليومَ أحوالُنا خوفٌ وتسهيد
فارحم إلهي قلوبًا كـلُّ رغبتها
نـصـرٌ وعِـزٌ وتـمـكـيـنٌ وتسديد
واجعله يا ربِّ إن عادَ الزمانُ بنا
يعودُ جبرًا فعُقبىٰ الجرحِ تضميد