لَسْتُ الْوَحيدَ الَّذي قَدْ ضاعَ مَوْطِنُهُ
هَمٌّ يُرافِقُنا شُلَّتْ لنا الْقَدَمُ
كَمْ مُؤْلِمٌ أَنْ تَرَى قَلْباً بِلا بَلَدٍ
وَالْعِشْقُ في سِجْنِ مَنْ حُكَّامُهُ الْعَجَمُ
في غُرْبَةٍ وَأَنا أَمْشي بِلا سَنَدٍ
لا أَهْلَ يِعْرِفُنا تاهَتْ لَنا الْكَلِمُ
هَلْ دامَ زَهْرٌ بِلا أَرْضٍ تُعاوِنُهُ
في نَثْرِ عَطْرٍ لنا يُشْفَى بِهِ الْأَلَمُ
لا اللَّيلُ يَسْتُرُنا وَالشَّمْسُ تُنْكِرُنا
لَوْحٌ أَنُبْصِرُهُ كي يَنْطِقَ الْقَلَمُ
يا أَرْضُ رِفْقاً بِنا وَارْسُمْ لنا وَطَناً
كَالْأُمِّ يَجْمَعُنا بِالْحُبِّ يَبْتَسِمُ
هَلْ لي بِنافِذَةٍ فيها أَرَى أَجَلي
فَالْوَضْعُ يُرْثى لَهُ مُفْتيُّهُ الصَّنَمُ
فَانْظُرْ لِحالي فَقَدْ ضاقَتْ بِنا دُوَلٌ
لا قَدْرَ تَلْقى هُنا أَيَّامُنا الْعَدَمُ
كَمْ مُحْزِنٌ أَنْ أَرى نَصِّي يُقَدِّرُهُ
مِنْ غَيْرِ مِلَّتِنا فيهِ لَهُمْ قِدَمُ
نَمْ يا بُنَيَّ فلا يَسْمُو لنا عَلَمٌ
في سيرَتي ما شَفى جُرْحاً لنا الْعَلَمُ
يا مَوْطِني هَلْ دَنا يَومي فَتَظْهَرَ لي
فَلْتَبْتَعِدْ غُرْبَتي وَلْيَرْجَعِ النَّغَمُ