كُلٌّ غَدًا سَيَسيرُ نَحو مَآلِهِ
وتَظَلُّ سُمعتُهُ، وحُسنُ فَعالِهِ
وتُخَلِّدُ الأزمانُ كُلَّ مَن اهتَدى
ويَموتُ مَنسِيًّا أَسِيرُ ضَلالِهِ
لا مَرءَ يَبْقَى في سُرورٍ دائمٍ
مُتنعّــمًا بِحَياتِـهِ وبِمــالِهِ
يا شاكِيَ الأحزانِ.. هَوِّنْ أَمْرَها
لا حُزْنَ يَبْقَى دونَ شَدِّ رِحالِهِ
والهَمُّ ليلٌ.. يَكْفَـهِرُّ، فيَنْجَلي
بالصُّبحِ، والتَّفريجِ عَن حَمَّالِهِ
تَمْضِي بِنَا الأعوامُ، يَعبِسُ وَجهُها
ويَبَشُّ .. في حِرمانِهِ ونَوالِهِ
وفُصُولُها تأتي وتَذهبُ، مثلما
يَأتي ويَذهبُ ذُو الفؤادِ الوَالِهِ
ونَزُولُ كالأعوامِ، وهي مُقيمةٌ
ولَرَبَّ عامٍ نَحتَفي بِزوالِهِ
لَا بُدَّ أنْ نَبْقَـى.. لِنَحيَا بَعدَنا
والدَّهرُ يَذْكُرنا بِرَكْبِ رِجالِهِ
لا بُدَّ أن تَبقَى مَآثِرُنا غَـدًا
بِجَمالِها ، ونَقاؤُنا بِكَمالِهِ
لا بُدَّ أنْ نَبقَى حُروفًا يَرتوي
مِنها جَنانُ مَن استَقَى بِدِلالِهِ
فالمَرءُ مَن تُحيِي الدُّهورُ شُعاعَهُ
بعدَ المَماتِ، وتَحتَفي بِخِصالِهِ
والمَرءُ مَن تَرجو الأنامُ خُلودَهُ
لا مَن تُنادي الموتَ باستِئصالِهِ
سِرْ وابذُلِ الأسبابَ، واعلَمْ أنَّهُ
لا شَيءَ يَبْقَى في الحياةِ كَحَالِهِ
وأَعِنْ على الدُّنيا أخَاكَ إذا أَتا-
كَ، وليس إلّا أنتَ مَـرَّ بِبالِهِ
فالنّارُ – حين يُرَدُّ – أَهوَنُ عِنده
مِن أن يَنالَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ