بقلم:محمد حبشي / مصر
كيف ينامُ رجلٌ ،
تلهو الشياطينُ برأسِه ،
تقذفها في الهواء ،
تُدَحرجها على الأرض ،
تقطعها بسكينٍ حادة أثناء النوم ..
تُصَوِبُهَا من خارج القوس ، كرميةٍ ثلاثية ،
فتسقط بجوار رأسَيّ ،
يَحْيَى والحُسَيْن ..
يصفق المتفرجون بشدة ،
يتبادلون في المدرجات التهنئة والحشيش ،
فقد ارتفع منسوب الدم ،
بثلاث نقاطٍ جديدة ..
وشهيد..
.
كيف ينامُ رجلُ ،
تسرق العفاريت حنجرته / أحباله الصوتية ،
تستخدمها كصافرةٍ ..
للتحكيم بين فريقين خاسرين من الموتى ..
لا يريدان اللجوء إلى الخديعة ،
ورفع المصاحف ،
أو القتال ..
.
.
أعلم جيداً ،
أن الشياطين تجيد لعب كرة السلة ،
وتستطيع تحقيق الفوز دائما ،
بدون “مايكل جوردان” ..
وأنها تجيد الذبح وفقا للشريعة الأمريكية ،
والتضحية بالملائكة ،
ورِشوة الحكام ..
.
وأعلم أيضاً ،
أن المتفرجين فاقدي الوعي جهلاء ،
لا يشجعون إلا المنتصر ..
وأن الموتى الذين يطلقون إلى البطونِ لُحَاهم ،
وعلينا الرصاص ،
يتحرشون أثناء الوضوءِ بجِنيَّات البحر ،
ويمارسون مع الأسماكِ الرذيلة ..
وأعلم أنهم عملاء ،
يرتادون الملاهي الليلية مع هيرودس كل مساء ،
يحتسون معه الخمر ،
ويلعبون مع هيروديا الميسر ،
ويرقصون مع سالومي حتى الصباح ..
.
وأعلم أيضاً ،
أن إبليس يديرُ سراً ،
صندوقاً للمراهناتِ لصالح الرب ،
ويقتسم معه الأرباح ..
وأن حبتين من ” الترازودون ” لا تكفيان أبداً ،
لإسقاط حكم يزيد ،
أو وأد الفتنة ،
أو حاجتي للنوم ..
.
وأيضاً أعلم ،
أني في حلمي القادم ،
سوف أستعيدُ رأسي المقطوعة ،
لأرميها في عَيْنِ الشمس ..
– مع أسناني اللبنية –
رميةً ثلاثية ..