عمري ثلاثة حروب..وزلزال
أحملُ الآن كلّ تلك الوجوه
التي غيّبها موتٌ حقير في حربٍ لئيمة
أنا كلُّ وجوه الجنود
الذين فرمتهم آلة الحرب بلارحمة
أنا كلُّ تلك الوجوه الخائفة المشردة هناك تحت ظلال الدرونز
يلوكها الجوع
وتصفعها الريح
انا كلُّ الوجوه التي فرّتْ هائمة من الجحيم وابتلعتها البحار
وقذفتها لأرضٍ
بعيدة..بعيدة
أنا وجه ذلك الشاب الذي غادر
لمّاصار فمُ الوطن سمكةَ قرش
هربَ وتركَ هناك ملابسه ونعليه ..ورحل
أنا وجهُ تلك الصبيًة
التي فرّت بقارب الموت
عندما رأت فتاها
الذي قبّلها بشغف ذات مرة
خلف الصفيح
يحملُ الآن بندقيةً أكبر من جسده
وأنا من كان وجهي جميلاً
عندما كان للحياة ابتسامةُ شمس
ونظرةُ آلهة
ومشيةٌ كحفيف شجر
في ليلةٍ ربيعية
وها أنا الآن
أحملُ صمتَ وجهي المهشَّم
و..أرحل