أربعون / شعر : الشاعر الشاعر طارق عمار

أربعون

(1)

الشوارعُ …. أطولُ من أن تتنفسَها ….

أو …. تدخِّنَها …..

أو …. تودِعها رأسَك الهشَّ …..

الشوارع … ممدَّدة بعرض دمِك …..

الذى صارَ طيِّعاً جداً …!!!

(2)

هواجسُ العصا و الحجر …

تنفجرُ فى اثنتىْ عشرةَ موضعاً من جسدك

الذى أبلَتْه أبخرة المداد الأسود ….

ورناتُ المحمول …

و أزيزُ أجهزة الكات سكان

هواجس العصا و الحجر ….

لا تبارحُ عينيك

ولا يبرحُها قلبك ….

العاجزُ عن الانتظام فى الدَّقِّ …!!!

(3)

ببلادةٍ …

يتثاءبُ المللُ المطلُّ من سعالِك الصباحىِّ

فتنثنى سبابةُ لضغطِ زرِّ المُنَبِّهِ …

لكى لا يوقظَ تلك التى أربكها قلقك الليلىُّ

دون أن تتمكن …

من اختراق قشرة الثلج السميكة …

التى لا تزال مصراً على الاستلقاء فيها

(4)

بلادى و إن جارتْ …. فما أنت فاعلٌ

ولست بمستبق أحداً …..  أنت راحلٌ

فهيِّئْ لقلب الريح فى الصدر موئــلاً

ورتب رحيلاً لم تطقْهُ الأوائلُ

(5)

هكذا تنصرمُ البلاد … كما تنصرمُ السنون

تصادفُ أربعين مصراً …

جاوزتْكَ فى المفازة …

تتركها ملقاةً فى العراء

و كأنَّها ما عاشتْ فيك كلَّ هذا الدهر

أو كأنك ما عِشتَها ….

أو كأنك ما عِشتَنى ….

(6)

أبى ..

أنا الآن منفىٌّ فيك …

قَدَرُك أنْ أتمَّ قدرَك …

وقدَري أنْ لا أتمَّ قدَري ….

أبى …

المسافةُ ما بيننا صارتْ موغلةً فى القدم

صارتْ حُجُباً …

صارت أبعدَ مِن قطعِها بنداءٍ جهيرٍ ….

أبى ….

الشوكُ الذى ألبستَنيه على رأسى أنبتَ بضعَ زُهَيْراتٍ …

لا تجتذبُ النحلَ ولا تردُّ الطيرَ ولا تتدبَّرُ أمرَها دونى ….

أبى …

التعلُّقُ فى البريَّةِ صعبٌ

ولا صوتَ لى لأصرخَ …

لا آذانَ لى ..

لا قلبَ …

ولا أوردةً تتحملُ دقَّ المسامير أو نصلَ الطَّبَقِ الفِضىِّ أو مزقةَ المنشارِ الآخذِ عمرَ الشجرة …

أبى ….

البرِّيَّةُ ترفضنى …

و بنوكَ يمتحنوننى …

وعقلى خاوٍ ….

لا كلماتٍ لى أردُّهم بها …

أو أهشُّ بها عليهم …

أبى … يا أبى …

لماذا ترتكتَنى .. ؟؟ !!!!!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!