أرواح بالية / بقلم : عاطف معاوية

تكبر الأجساد

و تنتهي الأرواح

هو الموت يكبر فينا

و نكبر فيه …

أنصب نفسي شاعرا

و أقرأ كلماتي

حول الفراشات

تحت المطر

و في السهر

أرواح بالية

تقود العالم الضرير

تمشي كأعرج بترت قدمه في حرب

أفرح حينما أصير خطيئة ..

و أكشف وجهي للموت

و إسمي

لا تسأل ما إسمي …

أجيء من قرية

يسكنها البحر

و المقابر

بنيت فيها  ملكوت الأخرين ..

يا نبي السفر

قلبي

ظلام

ربيته

ربع قرن

على الموت

و ما خلفه …

أرواح

ما اخترناها بعناية

لكي  لا تموت فينا الحسرة …

دموعنا اهتزاز قلب

ساحبا خلفه عربات الانكسار …

أرواحنا بالية

يتفرغ منها الصدأ ..

و أصوات تركت الرفض فينا منعدم ..

في الحب

كنا نفتح أعيننا

هربا من الهاوية …

و ننحني للغيمة الممطرة …

أرواح بالية

لا أحد يفهم أحدا …

سوى الموت

يقامر

بما تبقى منا

من فراغ …

لا ذاكرة لنا

و لا الأصابع تزحف بنا

هروبا من ظل أرواح بالية …

تخنقني فكرة قديمة

خلقها الموت على طرف العالم

لكي نموت مرة واحدة

في زاوية الرحيل و النسيان

أرواح كالكلمات ..

لها ما عليها

من أرجل و سطور

و لها رصيف الانتظار

نقف متقابلين

للموت و الغياب

نبكي على الزمن المهرول

بجراحنا القديمة …

أرواح بالية

ممتلئ بها

في عتمة هذا العالم

حيث الشعر فيها نقطة ضوء

تنير ما تبقى في من حلم ..

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!