أمام البحر خلف الليل / بقلم : الشاعر .. أيمن الشحات

على الشاطئ

يقف رجل وحيد

يقضم أصابعه

بأسنان حادة

وحلم بالغ التأثير

ينتظر موجة غابت عن المشهد لوقت

كانت الليلة تفتح أقبية فى الهواء

وكان القمر يمنح البحر

لون الموسيقى

فيخرج الصوت

جارحا كل الحواس

أو مصفقا بحرارة بالغة

لجسدين اتحدا على بقعة من الرمل تكفى لاحتراق غيمة

يسقط الشعر فى حجر امرأة

كانت تضاجع فارسها

بينما المجاز

ما زال عالقا

بين انكسار الوعى

وانتظار الوحى

أبقى الله عبدا

كان يمشى على الرمل حافيا

كان يترجم كل الأحاسيس

للغة الحب

يقول

كيف لهذا الليل

أن يجمع ملاءة الذكرى ويضعها فى حجره

يستيقظ الحلم

على صوت موجة باكية

تشتكى

من قسوة البعد

ومن ألم الانتظار

كانت تنظر

لكنها لا ترى

كانت تسمع أنين المحبين

فترد عليهم بمزيج من الشعر والموسيقى

كانت تلوك الأيام

كى تكون

قوية أمام بكاء الساعة

لحظة العناق

ربما كانت جبال الخوف

أكثر رعبا

من مزامير كانت فوق الجلد كوشم

بين الجلد واللحم تسكن أغنية

كنت أغنيها ذات حلم

ربما داهمتنى لأن الجوع كافر

“يا قلة الذل أنا ناوى

ما اشرب ولو فى الماية عسل”

يكفى أن تقرأ صورة

فى شارع لا يلتقى فيه أحد

أن تبيع روحك

وقت أن تكون عاريا

خارجا من ذاتك

لتصير حضورا آخر

فى معمل اللغة

تسير ببطء خلف نص لا تعرف سره

هو نص الحضور دائما

وأيضا نص الغياب

بعض الوقت

أتسلق

لأوقظ الصمت

دعنى ألون صورتين

واحدة لهذا الحضور الذى يطغى صوته فيصير شعاع الشمس أكثر بهجة من كسرة الخبز التى يأكلها الجندى فى المعركة

هكذا

كنت وكان الليل

بينما

امرأة كانت تغنج

من أجل اخراج نص

يفتح بابه للعبيد

ليدخل النص فى وهج المسافة

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!