أنا لاشئ..
لا أعرف لي إسما
و لا وطنا
جئت هكذا عاريا من أية حقيقة
وعمري لا يزيد عن ثلاث و أربعين دقيقة..
لم أرفع يدي يوماً أمام قضاة الشعر
أو أديت قسماً لأشهد زورا على بطش شاعر
أو خلاعة قصيدة..
و لم أبصم على شئ
كل الأشعار التي نسبت إلي
كل القصائد التي نزلت علي
و كل المصائد التي حيكت ضدي
أنا لست منها وهي ليست مني
أنا الماضي الذي لن ينساني
لا أظفر إلا بما تربت يداي
أنا لاشئ..في الحاضر غدي
و في نهري ما لا يوجد في بحركم
أيها الحالمون بمدن الوهم
أيها الماسكون بالسهم
أفضل أن أبقى بلا أنا..
و لا ألعق بلسانكم السم
خذوا حذركم..
خذوا الأسماء كلها
خذوا وطن العبودية كله
خذوا الكلمات السامية
لكن اتركوا لي هذا الشئ
و إن كان ليس كمثله شئ..
أنا.. لا شئ.
ً