أنا لست مشروع حب
لَا تُصْلِحُنِي المُقارَنَاتُ،
وَلَا تُغْوِينِي خِطَابَاتُ العُشَّاقِ الَّذِينَ
يُتْقِنُونَ البِدَايَاتِ…
وَيَفْشَلُونَ فِي البَقَاءِ.
أَنا لَا أُحِبُّ عَلَى مَرَاحِلَ،
وَلَا أَنْتَظِرُ أَنْ يَنْضُجَ قَلْبُ أَحَدِهِمْ لِيَفْهَمَنِي.
أَنا كَامِلَةٌ مُنْذُ البِدْءِ،
وَمَنْ لَا يَرَى ذَلِكَ —
أَعْمَى بِامْتِيَازٍ.
أَنا لَا أُسْتَدْرَجُ بِالعَاطِفَةِ،
وَلَا أَنْحَنِي لِذَوْقٍ رَائِجٍ،
وَلَا أَقِفُ طَوِيلًا أَمَامَ مَرَايَا الرُّجُولَةِ المُتَرَدِّدَةِ.
أَنا امْرَأَةٌ
لَا تُحِبُّ لِتُزَيَّنَ،
وَلَا تُعْشَقُ لِتُخْتَبَرَ.
أَنا لَا أُعَامَلُ كَخُطَّةٍ مُؤَجَّلَةٍ،
وَلَا كَاحْتِمَالٍ جَمِيلٍ
قَدْ يُنَفَّذُ… وَقَدْ يُلْغَى.
أَنا لَسْتُ نِدَاءَ اسْتِغَاثَةٍ،
وَلَا جَسَدًا يَبْحَثُ عَنْ مَأْوًى.
أَنا لَسْتُ مَنْفًى لِرَجُلٍ هَارِبٍ،
وَلَا مِرْآةً لِعَاشِقٍ لَا يَرَى نَفْسَهُ.
أَنا لَا أَصْلُحُ أَنْ أَكُونَ جُزْءًا مِنْ رِوَايَتِكَ،
وَلَا بَطَلًا ثَانَوِيًّا فِي مُذَكِّرَاتِكَ.
أَنا النَّصُّ الأَصْلِيُّ،
وَالبِدَايَةُ الَّتِي لَمْ تَتَخَيَّلْ أَنْ تُوَاجِهَهَا.
أَنا لَسْتُ مَشْرُوعَ حُبٍّ،
بَلِ الحَدُّ الأَخِيرُ لِلْكَرَامَةِ.
أَنا مَنْ تَنْسَحِبُ بِكَامِلِ كِبْرِيَائِهَا،
وَتَتْرُكُكَ فِي مُنْتَصَفِ الحُلْمِ
تَتَلَعْثَمُ،
وَتَسْأَلُ:
كَيْفَ أَحَبَّتْنِي… وَغَادَرَتْ؟