إسم هشّ على حائط مهترئ/بقلم:محمد أعروش المغرب

أحمل اِسمي كاملا
و مثل حائط مهترئ
تتساقط الأحجار من صورته
فتأخذ شكلا جديدا لخرابه القديم
تتساقط الأسماء مني
أواصل عُريي مثل شجرة ذابلة
و لازالتْ مصرّة على الوقوف
لكن لماذا يتساقطون ؟
ألقي هذا السؤال عبثا و أمضي وحيدا
ألوك غبار الصمت و النزيف
لم أحتفل يوما بالربيع .
كان اسمي في هامش الحديقة
وردة وحيدة
أستقبل الصباح بزينة المتأسفين
على فقدان الشغف
لم يكن هناك نسيم عابر
لقد شابت مآثر الحب في رأسي
عندما هبّت ريح الغياب
الوقت متأخر جدا
و الزحام في الشوارع يسأل
عن المواعيد المؤجلة
تضايقني الظلال في الأزقة الباردة
يضايقني صوت الصغار الذين يستيقظون باكرا
و يضايقني الماء الميّت
حين تخدعه النوافير بالحياة
أسأل شجرة غريبة عن المدينة
و أستنشق منها رائحة الإغتراب
تهمس لي قائلة :
لن أعيش في تربة حزينة
لأن هوّيتي موؤودة و حلمي مغتصب !
لا مكان لي في وطن مدنّس بالخيانة
و أمضي بكل انكساري
كعائد من الخيبة ..
مبتور الشموخ و الكبرياء
ضاع مني العتاب
أطيل النظر في الملامح التي غيرتها المسافات
و أحمل الجهات كلها في سفري
أمضي مثل الرياح .. حزينا و خفيفا
لا أعرف أسماء الذين نجوا من الصمت
أعرف البداية من أول العبور
لكنني أنسى كيف أعود
و أعرف أن للمرايا حنين تخفيه الذاكرة
فماذا يبقى من الأمكنة
حين تغادرها الوجوه و الفوضى
و يحتلها الصمت الموغل في العيون ؟
المدينة التي طوقت بالخوف حدائقها
لا تعرف أوجاعها الكثيرة
لكني أحملها على كتف قلبي الهش
لأسندها مثل اسمي ..
بكل استقامة .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!