آفاق حرة
إلى لقمان سليم…
تعال نرقص “الفالس”
قليلاً….. أو
أكثر بعض الشيء
رغم أنف من
عزلونا عن العناق
أعلم أنها ستتعثر
خطواتنا…
فكل ماحولها أصبح
ضيّقاً وخانقاً ومميتاً
لكن الأحلام لاتخضع
للقيود ولا للسلطة ولا
للإرشادات اليومية
المقيتة….
ولا للعقائد المتوحّشة
التي الْتهمت القانون،
والحقوق، والفكر،
والاقلام….
اغمض عينيك كما أفعل
لنرقص معاً على أنغام
حلم هارب من العسس
والرقابة،
والقفازات والأقنعة..
والسيطرة الشرسة،
والهندسة الهزليّة
لكل خطط الفاشلة في
الإصلاح والمميزة في التعكير،
دع نبضينا يتسابقان
كطفلين مشاغبين،
دع أقدامنا تتصادم
كحافلات ٍفي حَلَبَةٍ صراع
مسوّرة بالصخب المدوّي،
بمدينةِ للألعاب الطفوليّة
ملوّنة بالأصفر والأخضر والأحمر والأزرق والأبيض.. ورايات تلوّح بغباء لا تعرف البطولة في أي حالٍ من الأحوال، ولا تعزّز الوطن بغير الأحقاد ونكاية الفقير..
دع أذرعنا ترتعشُ
كشِراعاتٍ ممتدّةٍ
تدغدها الريح العاتية
ولو إلى حين،
دعنا نترنّح من شدّة
الضحك المتفجّر من أعماقنا
كرشقِ زجاجة “شمبين” فاخرة
حرّرها نادل أنيق من سدادتها المستبدّة بجرأة الفاتحين….
دعنا نتحايل على أوجاعنا ونبلسمها
بالقبلات…
دعنا نرمي عن أكتافنا العالية فائض السنوات المتراكمة بحماقةِ الحمقى بلا ثمرة أو استثمار أو ترتيب كمستودع عامر بالخيبات والمزايدات الوطنية النتنة العفنة الرثّة….
دعنا نغربل مشاعرنا الذابلة اليابسة اليائسة….
لنستصلحها في زراعة نبتة جديدة للحبّ ونغرسها فيما تبقّى من تراب الروح علّها تصير حقلاً يكفل الجميع…
لا تتركهم يتطاولون على أبواب الأمل ويوصدوها بمرسوم جائر بالإغلاق، بعدما تمادوا في إهلاك المدن والمُتع والمرح والمسرات ودمروا مداخل الأفق وأتلفوا كامل خرائط النجاة والانجازات، دون أن يفتهم الحذاقة الوحيدة في حجب النور المتواصل، لنتخبّط في العتمة الشريرة الخانعة البكماء الصمّاء العمياء لاختلاساتهم الفاسقة الدؤوب..
لا تكن ياحبيبي بليداً وسمجاً وزنديقاً كأؤلائك الخونة تسمع
ولا تأبه..
أو كهؤلاء الأنذال تعلم
ولا تكترث….
كن رجلاً على الأقل في حلمي، لنرقص الفالس معاً، فمؤلم جداً ان أرقص الفالس بمفردي هنا في الحلم..
تماماً كما في أيامي دائما
وأنا أرقص كثائر
واثق وثّاب هيّهاب،
تلقّى للتوّ..
ست رصاصات في أنحاء البلد.