دامس ،عاصر ،عاصف
إنه الحب في وطني
ضبابي الوجه
أبكم
منفوش الشعر
مهرول كالمحارب الجاحد
كالغراب ناعق
متلون كالحرباء
من أي تقليد هارب
مأخوذ بالعتمة
النار فراش والثلج دثار
لا شتاء ولا ثمار
هذا الشلال الغاضب
منصب بكنوز القفر علينا
بالبؤس دافق
للغيم سارق
يدمينا
متسكع في الزوايا والشوارع
جلبابه صحراء عاقر
قفازات يديه زبد اليمارات جامد
مجنون هذا الحب
يساهر في أعماقنا الأقمار
بلا استئذان سارح
إلى ثنايا الغيب فينا
إلى تخوم الثرى
إلى جداول الشمس
إلى الشواطئ
يبشر الأرض فينا بفجر لم يشتعل
يعلو شاهقات جبالنا
يحرق الآمال في أحداقنا
هذا الحب المغموس بالكفر
يمنع صوت الغيب من صراخه
ينتشي من أطلالنا
لا غد للحب في أوطاننا
فليضحك ليل حبنا….
على النفوس الفانية
فليضحك على خرائبنا
ملقاة كما الرماد في سبيلنا
ليمد أذرعه على الناس المدفوعين
إلى المناهل
يطاردهم بحجارة من سجيل
يحطم مرايا الروح
فليضحك ليل حبنا
جلجلت ألحان الحب في أوطان غيرنا
ورقص الملحدون فوق أنقاضنا.