الشموس التي أولدَها فوق ظهري / بقلم : الشاعرة لودي شمس الدين

الشموس التي أولدَها فوق ظهري

وجه المرآة غائماً أم وجهي؟
غرفتي المُعتِمة تتآكل بأصوات الرصاص …
التي تُرعِب وسائِد أنوثتي…
عينا الله تترقَّب كُلّ فراشة تُبكيها الرِّياح …
وكُلّ طير ينام على غصنٍ ملتوٍ من ألسنةِ الضباب…
والطحاِلب التي تجرحها مياه الخلجان…
آه يا الله…
أصابعي تبدو مُرعبة وهي تحكُّ السحاب الأحمر…
المُلتصِق كالقُطنِ الجاف حولَ خصري…
أبتلِع كُلّ الأسماك السامَّة وأبتسِم…
وأستلقي تحتَ القمر الحزين…
عاكِسة قدميّ نحو الموت…
مُردِّدَة”تركتهُ لأموت بكامل إرادتي”…
آهٍ يا الله …
فليتَ عُمري يموت كحمامةٍ بيضاء فوق شفتيه…
العُشب الأخضر المُمتَد حول صدري…
لن ينبُتَ بعدَ آخر قُبلة منه …
والشموس التي أولدها فوقَ ظهري…
لن تُضيءَ بعدَ آخر نفسٍ منه …
مُقلتيّ أصبحَت من ملحٍ ونار ..
وجسدي أصبحَ من رملٍ ودُخان…
فمَنْ سينتزِع الزُجاح المُتكسِّر مِنْ بين أسناني؟
الله…
دَم الرُّمان الحامِض يَصبغ السماء…
وأشباح الزمن تتفنَّن بإرتداء جلدي اليابس…
فساعدني يا الله،
لأموت مائة مرة فيهِ ولأجله…

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!