الغرق/بقلم:خالد القاضي

نطفوا..
لا.. لا.. لازلنا نحاول
أن نجتنب الترسب!
نلاحق النفس المفزوع
الشارد منا نحو الأفق ..
نتخبط بجنون مثير للرأفة
في أغوار الشفق..
وإيادي الغرق المسعورة
تمسكنا بقمصان الأمل
والتي ألبسناها عنوة “أرواحنا”
وتجذبنا إلى القعر
لنغرق…
ونحن حينًا نمد أيدينا إلى الأعلى
نحو السماء لعلنا نمسك يدًا
من سرابٍ لننجو
وحين لا جدوى
نعود نمارس باقتدار
ضربات المتخبط والغرغرة..
فتفلتنا أصابع الخنق الحرشفية
تلك
فنحمل بقايا أنفاسنا المرهقة فوقناونفر
ولكن الغرق يتبعنا… يحاصرنا
يمتد قفانا شبقًا ملاحقًا إيانا
مثل جحيم مسعور السعير
يلتف حوالينا من كل الجهات
فنمضي في جهة الشمال
ونحن نتلفت خلفنا يتلبسنا الفزع
فيتبدى لناظرنا غرق
فنرتد القهقري جنوبا فيصدمنا الغرق
ونولي جهة الغرب فرارًا
فينبثق من حيث لا ندري غرق
لنعود أدراجنا نحو الشروق
وهو هناك يتربص بنا ناري الحدق
نعم.. نعم.. هو بالتأكيد الغرق..
فنسترق الخطى من لوعتنا
ونجري فوق درب اليأس
ندور كعقارب الساعة
نفر وهو يتبعنا
في دائرة مغلقة
الحدود
لا تنتهي حتمًا
يقينًا
إلا بالغرق..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!