الوشم/ بقلم:نادين الشاعر (دمشق _ سوريا)

لم يحدث يوماً أن نُقِشَ اسمي على جذع الشجرة
العجوز ..
او حتى شجرة اللوز الصغيرة ..
كنت دائماً أفكر بالعاقبة ،
لذلك لم يجرؤ أحدٌ على تركي مسجاةً على الجذع ..

لم يحدثْ يوماً أن فتشَ أحدٌ عني مطولاً ،
دائماً كنتُ انتحلُ دورَ المضحية
فتلبسني العمرُ على صغرٍ ..
لذلك إلى الآن لا أعرف كيف يفرح الناس
بعد الانتهاء من الاختباء..

لم يحدث يوماً أن تذكرني إلا الغياب..
الحبّ كان معتكفاً ..
الجرح كان يخيطُ نفسهُ بجرأةِ غراب،
وينعقُ في أرجائي
مرحِباً بالخراب .

كيف أخبر أمي الراقدة بسلام
أنني سئمت باكراً من العمر
كيف أقنع أبي بأن الحياة صارت مكدسة ؟
يا الله كيف يحدث كل هذا ..؟
كيف اكون النبي والنبؤءة ؟
كيف اكون الخطأ والخطيئة ؟

وأنتَ المرآة ،
أوقظُ وجها لوجه معك جراحاتي ..
كيف ستفقد المرآة ذاكرتها ..؟
كيف ستبتلع كل ذلك الملح ..؟
كيف ستنسى لزوجة الذاكرة ..؟

لم يحدث يوماً أن
تتقاذفني الجهات ..
أو أن يراقَ الوجعُ
على اقلِ من مهلٍ ..
لينبتَ على جلدي
وشماً ،
وحشي الصفات ..

كل ماحدث ..
أنني مت على قيد الحياة..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!