الرب
مهاجر قديم..
صانع طواقم أسنان لهياكل عظمية
يقيس الفراغ بريشة طائر الوقواق..
يربي دببة ومصاصي دماء..
في مغارة رأسه..
اختلسوا مصباحه السحري في ميناء..
أخفوا مفاتيحه في مركب
مزدحما بالفلاسفة والمجانين..
باعوا حقائبه المليئة بالخرائط
الى فلكي ضرير..
سباح ماهر في أعماق الأبدية..
لايأكل ولا ينام ..
لم يتزوج..
ينظر الى العالم بعين واحدة
شبه كفيفة..
لم يقترض مثلي من بنك ..
ويبيع دمه أمام الكازينو.
ويغسل صحون الأحصنة..
ومناهد المومسات..
لم يتحول الى روبوت..
ينزف طوال النهار..
لاسعاد المزارعين واللصوص..
لم يطارده غراب بقبقاب متصوف..
لم تحتضنه غزالة بفم كرزي..
لم ينس قبعته في ماخور..
ويهشم شباك العادة..
لم تقطع قدمه اليمنى في مظاهرة
ويفقد حباله الصوتية ..
ويسقط مثل تمثال حزين
من منصة..
لا يبكي مثلي حين يناديه ميت
أمام مقبرة ..
بنبرة طاووس..
ليهديه سلاحه القديم..
لقنص ذباب الحداثة..
لم تعضه ممرضة جميلة من زنده..
وتسحب روحه المستدقة
بخيط مخيلتها الطويل..
الرب مثلي لا يملك شيئا..
يفكر في بيته الذي استولى
عليه خنزير بري..
هشاشة مريديه..
وهم يجوبون شوارع الميتافيزيقا
شبه عراة..
يجلجلون مثل أفاع مقرفة..
الرب مثلي منعزل ..
ينظف كوابيسه الليلية
بفرشاة فنان سيريالي..
لم يسدد فواتير الماء والكهرباء
ومعلوم الكراء..
مهدد بسكتة قلبية..
فوق جسر خشبي أو أمام مأوى المسنين..