بيروت كالآلهة يُصلَّى لِكُلّ وردة فيها…
لِكُلِّ طير،لِكُلِّ فراشة،وكُلِّ سنبلةٍ…
بيروت…
تهيَّئ قمصاناً من الغيم لِكُل الشطآن الملتهبة..
تمشِّط بأنفاسِها الواهِنة العُشب الأخضر لِلبحر…
تطوي الموج اليابِس في الصدفِ الصدئ…
تُغنِّي للأسماك الذهبية الغافية تحتَ جلدها …
وتبكي لِطلقة نار قتلَت أجمل نجمة مُضيئة فوق شامتها…
بيروت…
الكون يغرَق في نهرٍ من الدَّم…
والسماء تتكسَّر فوق المدن …
المُنحسِرة في قبضةِ يدِ الموت …
فمَنْ عكَّر ماء وجهك؟
ومَنْ شوَّه جسمكِ المكوَّن من الغاردينا والسُكر ؟
آهٍ يا بيروت وألف آهٍ…
أبراجٌ من الأسى تكبر بين رئتينا…
وأنفاسنا محشوَّة برائحة تُرابك…