بين مطرقةٍ وسندان
يقض مضجعه نعيق البومة الأزليَّة
حشرجات الدَّقائق على مذبح النِّسيان
يشحذ غده من مشكاةٍ محنَّطةٍ
على رصيف كذبةٍ محوكةٍ بإتقان
كذبةٌ تتأبَّط ديمومة المسير
شريطًا لا يُحتضر
يعيد الكرَّة عند كلِّ مشهدٍ مسرحيٍّ؛
“خُذ يومًا إضافيًّا،
مسِّد شعيراته الشائبة ببيت قصيدةٍ
أو أنفاس كمان!”..
توازنٌ هشٌّ بين هذا وذاك؛
قاضٍ غلبه النُّعاس
وضحيَّةٌ مهترئةُ القوام
مرصوفةٌ ما بين مطرقةٍ وسِندان!
لا أداة تشبيه تفي بالغرض
ولا نظَّارة تَستشفُّ دخائل الأزمان!
ثمَّ ماذا؟
قائمةٌ تكتب اسمه بتؤدةٍ
على جُدر المكان
قاسمةً ظهر اليراع الكهل
وأوراق صفراء بريحٍ عتيق
تذيقها المحابر غزارة الأخبار
تدسُّ في سطورها الرُّواة العابرين
تدلو بما تكدَّس في محضر الكتمان..
ثمَّ ماذا؟
شآبيب حُفرٍ كثيفة ترشق البَنان
عمَدَها الشَّوق لمهدها الوحيد
لقطعة الفراغ في الفراغ
تعضُّها وسط الحشود الفارغات
من أيِّ عنوان ومن أيِّ انتماء
تعضُّها تلمُّظًا..
تعيد الكرَّة هنا
تعضُّها برقَّةٍ بقسوةٍ
تلوكها كما لو كانت قطعة لُبان
ثمَّ تنتشهي..
لا همس لا ضوضاء
لا عراء لا كِنان..